

أكد معالي امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس انه بِنِعْمَةِ الأَمْنِ وَالأَمانِ وَالسَلامَةِ وَالاِطْمِئْنانِ؛ يَتَحَقَّقُ بِإِذْنِ اللّٰهِ تَعالَى العِزُّ وَالهَناءُ، وَالنَّماءُ وَالرَخاءُ، وَيَمْتَدُّ لِلشَرِيعَةِ رُواقُها، وَتَبْتَسِمُ مِنْ البَرِّيَّةِ أحْداقُها، وَتَرْنُو إِلَى البَرَكاتِ وَالخَيْراتِ أَراضِيها وآفاقُها..
وقال امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس في خطبة الجمعة التي القاها في المسجد الحرام ؛ ان من الَّلهَجِ بشكْرِ نِعمِ الله سبحانه ما مَنَّ بهِ على بِلادِ الحرمينِ الشريفَينِ -حرسَها المولى تعالى- مِن النِّعمِ الغَامِرَةِ، والآلاءِ الهَامِرةِ، مِن دعْوةٍ اصْلاحِيَّةٍ رائِدة، وجَماعةٍ شرْعِيَّةٍ واحدة، على منهج الكتاب والسنة، منذ يوم التأسيس، وما شَهِده هَذا الوَطنُ الفَيَّاضُ بالبَذْلِ والعَطاءِ، مِن نَهضَاتٍ تنْمويّةٍ في شتّى المجالات من خِلال رؤيةٍ مستقبليَّةٍ طموحةٍ داعيا الله سبحانه ان يدين عليْنا وعَلى بِلادِنا وسائرِ بِلاد المسلمين سَوابِغَ نِعْمتكَ الّتي لا تُعدُّ، ونَوابِغَ قِسَمِكَ التي تجَاوَزتِ الحدّ، ولا عزاء لِخَونة الدين والأوطان، ودُعاة الفتنة من المارقين الذين لاللإسلام نصروا، ولا للكفر كسروا.
وحذر امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس من
مقابلة هٰذِهِ النِعْمَةَ السَنِيَّةَ بِالفَوْضَى والجرائِم وَالشُرُورِ مِنْ ذَوِي الطَيْشِ وَالغُرُورِ، وَكَمْ لِذٰلِكَ - وَالحَسِيبُ اللّٰه - مِنْ النُّزَّاعِ وَالأمْزاعِ، وَذٰلِكَ بَرِيدُ الغِيَرِ وَالمِحَنْ، وَالزَعَازِعِ وَالإِحْنِ.
وتابع قائلا " وَمَن أَبْهَجِ المَباهِجِ وَأحْكمْ السُبُلِ وَالمَناهِجِ الَّتِي قَصَدتْ إِلَيْها شَرِيعَتُنا الغَراءَ لِإِصْلاحِ الأُمَمِ وَالمُجْتَمَعاتِ، وَإِسْعادِ الأَفْرادِ وَالجَماعاتِ، وَاِسْتِحْكامِ الأَمْنِ وَاِسْتِدْرارِ البَرَكاتِ، وتَحْقِيقُ شَعِيرَةِ الاِئْتِلافِ وَالجَماعَةِ، وَالسَّمْعِ وَالطاعَةِ، وَتَمْكِينُ فِقْهِ الاِتِّحادِ وَالاِتِّفاقِ، وَالتَلاحُمِ وَالوِفاقِ، وَالتَراحُمِ والإشْفاق، واستدرك قائلا " وَلٰكِنْ مِن أَسَفٍ مُمِضٍّ أَنْ أَهْدَرَ هٰذِهِ النِعْمَةَ فِئامٌ بِالتَجاوُزِ وَالاِخْتِلافِ، وَالتَنازُع وَالاِعْتِسافِ، وَالتَأْلِيبِ وَالإِرْجافِ، وَتِلْكَ لِعَمْرُو اللّٰهِ مِن الأَعاصِيرِ وَالفَواقِرِ، وَالزَعازِعِ البَواقِرِ، الَّتِي ماانْفَكَّتْ أُمَّتُنا الكَلِيمَةُ تَرْزَحُ تَحْتَ أثقالها، وَتُبْهَضُ الغُيُرَ بِأَوْجالِها، قالَ جَلَّ اِسْمُهُ (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) [الأنفال:46]، فَاِجْتَنَبُوا عِبادَ اللّٰهِ الإِلْمامَ بِهٰذِهِ القَواصِمِ وَالآثامِ، وَلُوذُوا بِالتَآلُفِ وَالتَرابُطِ وَالوِئامِ؛ تفُوزوا بِصفاء البيْن
وسعادة الداريْن. وحذر التُجّارُ والأثْرياء قائلا ، اتقوا الله في النِّعم، واحذروا المباهاة والبطَر والتفاخُر، والمُغالاة في الأسعار، فكم من أُناسٍ يتضوَّرون جوعًا، وآخرين يعيشون التّخْمة والمراءة، بل لربّما يعمِد بعضُهم إلى تصوير الحفلات والموائد، في مواقع التواصل؛ لِكسْر قلوب المحتاجين، والتعالي على الآخرين، فالحذر من هدْر النِّعم. وهُنا يُشاد بجهود جمعيات حفظ النعمة وإكرامها والحذر من هدرها، وينبغي التّعاون معهم في حفظ النعمة ودوامها.

