الكاتب : النهار
التاريخ: ٠١:٣٣ م-١٨ فبراير-٢٠٢٤       54725

المحرر الثقافي محمد الحارثي

ليلة من ليالي الشعر في  مقهى انتيك بمكه  من مساء يوم الجمعة السادس عشر من شهر فبراير تلك المساءات المبهجة بالأجواء الشتوية حين تنبت فيه زهرة الخزامى تعطر المكان كأنها أنفاس تفوح بالعطر هي بطاح مكه حين تتوشح بالأمسيات الثقافية وكانت الشاعرة  رحيل السلمي  هي من عطرة هذه الأمسية بعذب من اشعارها ونثرت من قلائد اشعارها والتي تنوعت مابين الوجدان والألم والحب والهجاء فالمحاورة التي ادارت هذه الأمسية الأستاذة بدور الهذلي بلباقة و بمهارة لغوية والتي غاصت في أعماق الشاعرة وبتجاربها الشعرية فكانت تطرح عليها الأسئلة عن البدايات وعن الشاعر الذي تأثرت به الشاعرة رحيل فكان نزار قباني هو ذلك الشاعر الذي إستحوث شعره عليها وتأثرت به فأخرجت بوح الشاعره وتنوعت الأغراض الشعرية فقبل أن تبدء الشاعرة ذكرت بأن إسم رحيل ليس أسمها الحقيقي بل مستعار وأطلقت على نفسها بهذا الإسم لألم الفقد والتوجع حين فقدت شقيقها وخطفه الموت من أمام ناضريها فحينها استهلت الأمسية بقصيدة باحت فيها الشاعرة بمشاعر الوله إتجاه الحبيب وتقول في هذا النص:

مالذي صبّك فالفؤادي 

صباً .. 

و كيف غرقتُ فيك 

حتى أثملتني

حُباً .. 

وكيف بك أزهرت حدائقي 

وأثمرت عنباً وأبّا ..!!

حتى غدوت جنة عمري 

ولا سواك مطلبا ..

كلما مرت بك الذكرى عليَّ

أرخي على حلوها الهدبا ..

فليس لي من وجع الحياة

 إلاك طبا..

وحدك من بين الأنام 

تسكنني/ تحتلني

رغبة مني وحُبّا .. 

 كأن الفرْحَ اذا غبتَ..

عني وعن أرض الله قد حُجِبا !!

وحنيني إليك إذا شتعلت

نيرانه..

أغدو أنا لها الحطبَ ..

لله ما ألقاه في هواك 

ان شئت سهلَ و أن شئت 

يا ملاكي صَعُبَا .. 

وفي هذا النص للقصيدة التي بعنوان "سأكون بخير" والتي تصب فيه الشاعرة غضبها على تلك الشخصية المتجردة من الشيم والأخلاق والغدر طبعها المتجردة من أسمى درجات المشاعر وتقول في هذا النص:

أحرقني تنائكَ عني 

وأحرق شوق إليك .. 

أرق الدمع من عيني 

وابتسامة الغدر على شفتيك .. 

شوّه بعضي .. وكُلِي يدعو عليك 

أن تُصيبُك لعنة الحب

تخطفُ ضوءُ عينيك ..

وتشلُ ذاك اللسان الكاذب 

القابعُ بين فكيك ..

لاتُبصرُ إلاّ سواداً 

يلفكَ حتى أخمص قدميك ..

وتهيمُ في القفاري مردداً :

" لامساس اليوم "

هذا ذنبك وماقترفت يديك 

وإن توسلتَ الغفران يوماً 

تكابد لساناً عاثراً

لن تسمعه أذنيك .. 

ستصلني خاتمة ذُلك حتماً 

أقسم ياحبيبي لن أشفقَ عليك ! 

أما " أنا " سأكون بخيرٍ 

لاعليك ...

وختمت نصوصها الشعرية بقصيدة عن الوطن والتي كانت على خلاف ماأسمعت الحضور من فصيح اللغة حيث نظمت أبياتها بالنبطي وتقول في ابياتها:  

سلام. يااغلى وطن بين الاوطان

ياللي على مبدا .. ثبات الشريعه

 

بين الدول شامخ مقامه وله شان

ضمن الاوائل مركزه بالطليعه

 

واليوم في عهد الحزم حكم سلمان

له في ذِممنا كل الاوقات بيعه

 

حازم وجازم والكرم فيه لاهان

واضح على الشعب السعودي نفيعه

ولي عهده في فعل رؤية صان

الرؤيه اللي بالنتايج بديعه

 

هذا مْحمد مرهبٍ كل عدوان

سور البلاد اللي حماه ومنيعه

 

يبقى وطنا ذخرنا وامن وامان

وحنا على طول الزمن مانبيعه

وبعدها هذه القصيدة ختمت المحاورة بدور الهذلي هذه الأمسية واثنت على الشاعرة ونثرها لهذه النصوص الشعرية الجميلة واتاحت الفرصة للحضور لطرح أسئلته على الضيفة وكان الشاعر الأستاذ عبدالعزيز بادومان من شعراء التفعيلة وجه له تساءال وقال أنت متأثر بالشاعر الكبير نزار قباني ويبدو هذا جليا في نصوصك الشعرية ومناخاتك نزاريه فردت الشاعرة بالإعجاب فأقرت بأنها متأثره بهذا الشاعر بل أنها شكرت السائل وقالت أحببت سؤالك وحينها وجهت الشاعرة رحيل شكرها للشريك الأدبي ومقهى انتيك على هذه الإستضافة وتم إهداءها درع تذكاري من مقهى انتيك لتلبية الدعوة وإحياء هذه الأمسية كان الحضور كثيف جدا وخصوصا من السيدات وكان من الحضور الأستاذ ياسر الحسيني كذلك الأستاذ هتان مدني كاتب ومؤلف ومن سيدات المجتمع المكي الأستاذة الفاضلة الهنوف الشريف مسئولة العلاقات العامة بفريق رواية وفن وكذلك الشاعرة الأستاذة حنان فلمبان كما لاننسى الجهد المبذول من قبل الروائية ورئيسة الشئون الثقافية في صحيفة الكأس وصحيفة صوت مكة الإجتماعية الأستاذة سلمى البكري فكانت خلف هذه التحضيرات من الإعداد لها من خلال المحاور.