
















المحرر الثقافي محمد الحارثي
كانت ليلة شتويه من ليالي مكه الجميلة أحيت فيها الروائية ريهام الشدوي أمسية ثقافية ماتعة بمقهى روشن بمكه يوم السبت من الثالث لشهر فبراير وهي من الأمسيات المختلفة عن غيرها في فكرة الموضوع والذي إختارته بعناية كادأبها في مواضيعها عن (أدب المسرحيات "توفيق الحكيم") كأنموذج وكذلك في أسلوبها الذي إتسم بالسهل الممتنع في الطرح والشرح مما تجعل من الحضور متفاعلين معها وينطبق عليها قول شاعر المهجر الأديب جبران خليل جبران في هذا البيت:
عربي الأسلوب ممتنع سهل
له في النهى أفاعيل سحر
فكانت توطئتها للموضوع رائعة حين وضحت ماذا تعني كلمة أدب؟ وماهي أجناس الأدب وموقع المسرح من الفنون الأخرى فذكرت بأنه هوالأسلوب الجميل في التعبير ولايجيده إلا من إمتلك أدواته من قواعد اللغة وبيان بلاغي ومحسنات بديعية ليكون مثل الرداء الفاخر الجميل وأبحرت وأبدعت في حديثها عن نشأة المسرح في أوروبا وهم لهم الريادة فيه وكيف كان تأثيره على مجتمعاتهم وكيف أنه أحدث تغييراً في أنماط تفكيرهم وأسلوب حياتهم وخصوصا مع بدء عصر النهضة في أوروبا والإنعتاق من حقب التخلف الفكري والإنساني حين كان يطلق عليها بالقرون الوسطى والإنعتاق من سلطة الكنيسة الجاثمة على الفكر وعدم الخروج عن نصوصها المقدسة ومايخالف تعاليم المرجعيات الدينية وكيف طرأ هذا التحول الذي جعل من أدابهم مزدهرةوخصوصا في إنجلترا وهي رائدة الأداب الأوروبية ونشأة الأدب الإنجليزي يعتبرمع المسرح الإليزابثي نسبة للملكة إليزابيث الأولى في فترة حكمها الذي بدء من منتصف القرن السادس عشر للميلاد والذي أخذ طابع التراجيديا حتى أصبح يأخذ شكل من أشكال الكوميديا والأسلوب الساخر وأعطت ملمح عن رواد المسرح المؤثرين ومنهم وليام شكسبير كذلك تطرقت للكاتب والروائي الكبير تشارلز ديكنز والذي كان له تأثير بأسلوبه الوصفي الجميل الساخر حتى أتت على شخصية موضوع محاضرتها وهوالأديب العظيم المصري توفيق الحكيم الكاتب المسرحي والذي يعتبر رائد الأدب المسرحي في الوطن العربي والذي أحدث نقله أدبية غير مسبوقة في هذا الفن والذي يعتبرابو الفنون كما يطلق عليه حين ذكرت بأن توفيق الحكيم أوجد ميزة في الكتابة المسرحية فجعل من المسرح ذهني أوإفتراضي اكثر منه تقليدي وهذه الميزة لم يسبقه أحد كما تحدثت عن إبداعة فيالكتابة المسرحية والتي تعتبر أشهر مسرحيه له وهي "أهل الكهف" المقتبسة من النصوص القرأنية وفي الحقيقة هذه المحاضرة بارعة في أسلوبها وفي تغطيتها لكل جوانب المواضيع التي تتطرق إليها نظيرما تمتلكه من ثقافة عالية وإطلاع عميق على الأداب العالمية وخصوصا الأدب الإنجليزي لأنها هي في الأساس تخصصها وشدت الحضور بأسلوبها خلافاً لكونها روائية وبعد أن أنهت محاضرتها فتحت المجال للحضور للمداخلات فكانت الأسئلة تتمحور حول الأدب المسرحي وعن شخصيته المحورية توفيق الحكيم وكانت الأستاذة ريهام كريمة مع الحضور حيث قامت بإهدائهم أحد إصدارتها الجديدة "الخلاط"وفي الختام لابد أن نشيربأن الدكتوره هيفاء فقيه المشرفة على نشاط المقهى الثقافي بذلت جهود حثيثة للإرتقاء بالأمسيات المقامة بمقهى روشن حيث عقدت شراكة مجتمعية مع فريق منتدى تدفق الثقافي والذين اشرفوعلى التنظيم والترتيب والإعداد للأمسية بشكل جميل لافت وكان ادائهم مميز وراقي وفي الختام قدمت الدكتوره هيفاء شهادة شكر وتقدير للضيفة وسط حفاوة وتصفيق من الحضور والدكتورة هيفاء تحرص على أن يكون النشاط الثقافي يخدم المجتمع المكي وفق توجهات ورؤية الشريك الأدبي وتتطلع للمنافسة على المراكز المتقدمة ليس على مستوى مكه بل على مستوى المملكة وهي تمضي به إلى الأمام وهي الأكاديمية المثقفة الحصيفة والتي تتطلع بدورها ومسئوليتها المجتمعية بوعي إتجاه مجتمعها في أهمية حركة التنوير للمجتمعات ومن أبرز الحضور التي إكتضت بهم قاعة المقهىهم البروفسورعبدالله بن إبراهيم الزهراني استاذ البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية وآدابها بجامعة أم القرى البروفسورعبدالمجيد الطيب عمر أستاذ اللغة الإنجليزية بجامعة أم القرى سابقا والفنان التشكيلي الشاعر أحمد القحطاني والمسرحي محمد صدقه والمشتغل بالتراث حسن علي عايد ومن سيدات المجتمع المكي السيده سميره محمد علي مهدي والشاعرة الناشطة الإجتماعية الأستاذة حنان فلمبان والأستاذة إيمان الشريف والمحامية الأستاذة إبتسام الزهراني كذلك الأستاذة رواء رامي مرقوشي

