الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٣:٢٦ م-٠٣ فبراير-٢٠٢٤       17600

محمد سعيد الحارثي - كاتب ومحرر ثقافي

فكرة مشروع  الشريك الأدبي  الذي تقوم على تنفيذه هيئة الأدب والنشر والترجمة كما ذكرت في إحدى حواراتي السابقة مع الشخصيات الثقافية الأدبية لصحيفة النهار السعودية هي مبادرة رائدة ومثرية للمجتمع لمختلف الشرائح فنجد مثلا مكة مجتمعها مقبل على هذا الحراك الثقافي من خلال الأمسيات الثقافية والإقبال في مجملة جيد جدا ولكنني تفاجأت بأن الجزء الأكبر جغرافياُ وسكانياً من مكة مثل الشرائع وهي تعتبر منطقة كبيرة جدا ومكتظة بالسكان فوجدت بعد مسح قمت به لمقاهيها بأن ليس هناك مقهى واحد مسجل في  الشريك الأدبي  فهذا شيء مؤسف وأرى بأن المسؤولية الإجتماعية هنا تقع على ملاك المقاهي لأن  الشريك الأدبي  هيأ فرص التسجيل فلاعذر في ذلك بل إن  الشريك الأدبي  طرح شعار للمقاهي هو "تذكرتك قهوتك" كتسويق للمقهى خلاف بأنه يتكفل ماديا بمكافأة المحاضر ونجد بأن هذا المشروع الأدبي كان بمثابة إنعاش لبعض المقاهي لأن هناك مقاهي أُغلقت قبل تنفيذ هذا المشروع لعدم الإقبال عليها ومن خلال جولتي لمنطقة الشرائع قابلت بعض من ملاك المقاهي وكنت أحثهم على المشاركة مع  الشريك الأدبي  في هذا الحراك الثقافي الغير مسبوق لأجل أن يكون لسكان الشرائع نصيب من هذه الأمسيات الثقافية لاسيما بأن طول المسافة التي تبعدهم عن المقاهي المقامة فيها أمسيات في بعض أحياء مكة تحول بينهم لحضورها فمن الذين قابلتهم وتحدثت معهم من ملاك المقاهي أفصحو لي عن إهتمامهم وإعجابهم بأن تقام أمسيات ثقافية لديهم وهم أيضاً على قدر كبير من الثقافة فأحدهم هو الأستاذ سالم القحطاني صاحب مقهى "امان" ويحمل الدرجة الجامعية تخصص لغة عربية ووجدت لديه الرغبة كذلك قابلت الأستاذ محمد الزهراني وهو مالك لمقهى "زرياب" ووجدت لديه أيضا الرغبة وكذلك الأستاذ بندر العصيمي مالك مقهى "كوريفير" ورحب بالمشاركة كذلك قابلت في بداية جولتي الأستاذ ريان المسعودي مالك لمقهى "كاليستا "ورحب هو أيضا بالفكرة والملاحظ في هذه المقاهي التي قمت بزيارتها ميدانيا بأنها مهيأة لإقامة مثل هذه الأمسيات للتنظيم والترتيب والأناقة والهدوء وجمال التصميم للديكور وقبل ذلك جمال اخلاق الموظفين الذين يعملون فيها من شباب وشابات من حُسن ادبهم والذوق في التعامل الراقي فكلهم امل الملاك بالمشاركة وسكان الشرائع يتمنون بأن يرو ويلمسوا هذا الحراك عندهم حتى تتحقق رغبتهم في الحضور للقرب منهم وهنا أتوجه بالشكر الجزيل للأستاذ عبدالله الزهراني أحد الشباب السعوديين والذي يعمل بأحد الشركات بالرياض وهو شاب لطيف وذو أدب جم والذي كان متعاون معي للتواصل مع بعض ملاك المقاهي بالشرائع وهذا ينم عن وعيه وسعة أفقه بأهمية هذا الحراك الثقافي للجمهور.