


































بقلم- محمد سعيد الحارثي
'
من قريته العطا مسقط رأسه الرابضة على سفوح جبال السراة، التي هي امتداد لحاضرتها العتيقة الطائف، حين كان فتى غضا يافعا متفوقا في دراسته متطلعا لقراءة عالم آخر، لتمكنه من أن يتطلع إلى معارف أخرى، وكان له حدسه وفراسته التي عززها بدراسة علم النفس من أم القرى وهو في عنفوان الشباب في منتصف السبعينيات الميلادية، لينطلق منها إلى ثقافات مغايرة وعوالم أرحب يقرأ فيها عالمه الجديد، إلى سان دييغو "San Diego"، إلى تلك المدينة الوادعة على سواحل أمريكا، وذات الهواء العليل وكأنه يستنشق فيها هواء قريته الجميل ليتأقلم مع تركيبة هذه المدينة.
وكأنها عالمه المفقود لذكائه الفطري وانفتاحه على الأخر والذي جعله يكتنز بالثقافة والمعرفة والعلم واللغة لينال درجة الماجستير في علم النفس "Psychologist" من "جامعة سان دييجو"، في مطلع الثمانينيات الميلادية والذي كان في علمه مبدعا، ولم ينتظر الدرجة الأعلى إنه حنين الأرض الذي أرجعه، لكي يجني غيره من رحيق علمه بمؤسسة تصنع الأجيال، لتعدهم ثمرات ناضجة في مسيرة الوطن الشامخ فكان هو الموجه التربوي.
وكان المثقف الواعي المتحضر الذي يضطلع بدوره تجاه مجتمعه ووطنه، وكان ذو الفكر المستنير الذي استنار به من عرفه وجالسه، وكان يرسل رسائل موجهة ولها دلالتها وصداها، ووقعها وكانت تثير الدهشة والإعجاب.
وكانت بمثابة نقطة تحول للآخرين إنه الأستاذ محمد أحمد الحارثي "أبو أيمن" رحمة الله عليه، أحد قيادات التربية والتعليم بجده تلك المدينة التي أحبته وأحبها تلك المدينة الحالمة بشواطئها الدافئة وبجمالها وصخبها.

