النهار – ياسر بن سيف
في الوقت الذي ناشد فيه عدد من المكفوفين إحدى الجمعيات الخيرية بتوفير العصا البيضاء، طالب عضو مجلس إدارة جمعية نقطة تحول لتأهيل وتمكين ذوي الإعاقة البصرية، الدكتور عبدالرزاق التركي، عبر (صحيفة النهار السعودي) من وزارة الصحة بضرورة الاهتمام بالمكفوفين وتوفير العصا البيضاء لما لها من أهمية كبيرة في حياتهم اليومية. وأكد أن هذه الفئة ما زالت تنتظر من الوزارة خطوات عملية تلبي احتياجاتها.
وأوضح الدكتور التركي أن مطالب المكفوفين لا تقتصر على العصا البيضاء فقط، بل تشمل تحسين الخدمات الصحية المقدمة لهم، وتسهيل حصولهم على المواعيد والفحوصات الطبية دون تأخير، مشدداً على أهمية أن يحظوا بمعاملة خاصة تراعي احتياجاتهم وظروفهم.
جاء ذلك خلال احتفال جمعية نقطة تحول لتأهيل وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية بمناسبة اليوم العالمي للعصا البيضاء، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية، وأعضاء الجمعية، وأسر الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، إضافة إلى نخبة من المهتمين في المجال الإنساني والاجتماعي في غرفة الشرقية.
كما دعا التركي وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية إلى فتح آفاق أوسع لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، مبيناً أن ذوي الإعاقة، ومنهم المكفوفون، قادرون على أداء مختلف المهام متى ما توفرت لهم فرص التدريب والدعم الفني اللازم، وقال: “المعاقون لم يُخلقوا ليكونوا مدرسين فقط، بل يستطيعون العمل في مجالات متعددة إذا أُتيحت لهم الإمكانات والأجهزة المناسبة.”
وأشار إلى أن هناك أكثر من ألف كفيف حاصلين على مؤهلات جامعية وعليا، بينهم حملة ماجستير ودكتوراه، إلا أنهم ما زالوا بلا عمل، مطالباً جميع الوزارات والهيئات الحكومية والقطاع الخاص بفتح أبواب التوظيف أمامهم، خصوصاً في اليوم العالمي للعصا البيضاء الذي يرمز لتمكين المكفوفين واستقلالهم.
واختتم الدكتور عبدالرزاق التركي حديثه بتقديم الشكر إلى وزارة الرياضة على اهتمامها الدائم بالأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة المكفوفين، مؤكداً أن الوزارة شريك فاعل في دعم البرامج والمبادرات التي تعزز اندماجهم في المجتمع.
من جهته، ذكر رئيس مجلس إدارة الجمعية الأستاذ علي بن صالح أبو عدله في كلمة له عن فخره بجهود الجمعية في دعم المكفوفين وتمكينهم من الاندماج الكامل في المجتمع، مؤكدًا أن هذا اليوم ليس مجرد احتفال، بل هو رسالة وعي ومسؤولية تجاه فئة غالية تستحق الدعم والتمكين.
وأضاف إن العصا البيضاء ليست مجرد أداة للمشي، بل هي رمز للثقة والاستقلال والإصرار مؤكدا سعي جمعية نقطة تحول إلى توفير البيئة الداعمة التي تُمكّن كل شخص ذي إعاقة من تحقيق ذاته، والإسهام في بناء وطنه بكل اقتدار."
وقال إن الجمعية ستواصل تنفيذ برامجها التدريبية والتوعوية، وتوسيع شراكاتها المجتمعية لفتح مزيد من الفرص أمام الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في مجالات التعليم والعمل والحياة العامة.
وفي ختام الحفل، كرّمت الجمعية عددًا من المشاركين والداعمين والجهات المتعاونة، مع تقديم فقرات فنية من أداء أشخاص ذوي إعاقة بصرية أبدعوا في إبراز قدراتهم ومواهبهم، وسط تفاعل وإعجاب الحضور.