

بقلم ـ م. سعيد صالح طيشان
يُعد اليوم الوطني السعودي مناسبةً خالدة في ذاكرة الوطن ووجدان المواطن، نستحضر فيها المسيرة العظيمة التي قادها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – حين وحّد أرجاء البلاد تحت راية التوحيد، فأرسى بنيان دولةٍ حديثة تنعم بالأمن والاستقرار، وتستمد قوتها من العقيدة الراسخة، واللحمة الوطنية الصادقة، والقيادة الحكيمة.
لقد كان يوم التأسيس إيذانًا بميلاد كيانٍ شامخ، نقل الجزيرة العربية من التشرذم والشتات إلى الوحدة والعزّة، ومن الخوف والاضطراب إلى الطمأنينة والاستقرار. ومنذ ذلك الحين، أصبحت المملكة العربية السعودية وطنًا موحّدًا، راسخًا في جذوره، عظيمًا في طموحه، متجددًا في مسيرته.
وفي ذكرى اليوم الوطني الخامس والتسعين، نزف أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله –، وإلى سمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيّده الله –، سائلين الله أن يحفظهم ذخراً وسنداً للوطن، وأن يمدهم بالعون والتوفيق لمواصلة مسيرة البناء والتنمية.
إن هذا اليوم ليس مجرد حدثٍ يمر في تقويم الأيام، بل هو رمز للفخر والانتماء، وقفة للتأمل في معاني الوحدة الوطنية التي أرسى دعائمها المؤسس، وجددها أبناؤه الملوك البررة من بعده، حتى غدت المملكة نموذجًا رائدًا في الاستقرار السياسي والنهضة التنموية.
اليوم الوطني فرصة لتعزيز قيم الولاء والوفاء، وفرصة لتجديد العهد بأن نظل أوفياء لوطنٍ أعطانا الكثير، وملتزمين بمسيرة العمل الجاد في ظل رؤية المملكة 2030 التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله –، لتكون خارطة طريق نحو مستقبلٍ واعد يضع بلادنا في مصاف الدول المتقدمة علمًا، واقتصادًا، وتنميةً، وريادةً عالمية.
لقد حققت المملكة في ظل هذه الرؤية خطوات جبارة في مجالات الاقتصاد المتنوع، والتحول الرقمي، وتمكين الشباب والمرأة، وتعزيز جودة الحياة، وحماية البيئة، والانفتاح على العالم بما يرسخ مكانتها كقوة إقليمية ودولية مؤثرة. وهذه المنجزات هي امتداد لمسيرة بدأها المؤسس، وواصل أبناؤه حتى هذا العهد الزاهر، الذي تتسارع فيه الخطوات وتتعاظم فيه الطموحات.
وفي هذا اليوم المجيد، نستذكر تضحيات الآباء والأجداد الذين بذلوا الغالي والنفيس ليحيا أبناؤهم في وطنٍ عزيز، كما نستشعر مسؤوليتنا جميعًا في الحفاظ على هذا الإرث العظيم، والدفاع عن منجزاته، والإسهام في استدامة أمنه ونهضته.
دام عزك يا وطن، ودامت رايتك خفاقة بالعز والمجد، وحفظك الله قيادةً وشعبًا.

