

بقلم - عبدالله الكناني
منذ أن انطلقت مسيرة التوحيد المباركة بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – كان الرجال المخلصون إلى جانبه سيوفًا ودرعًا، يسطرون الملاحم البطولية في ميادين الكفاح على امتداد البلاد، حتى اكتمل بناء الدولة السعودية الحديثة.
لقد غرس ذلك الجيل الأصيل أول بذور القوة العسكرية التي صارت مع الزمن ركيزة لأمن الوطن وعزته.
واليوم، ونحن نحتفل باليوم الوطني الـ95 تحت شعار “عزنا بطبعنا”، نستحضر أن طباع الفخر والشجاعة والولاء تجسدت منذ البدايات في رجال التوحيد الأوائل، وتواصلت في أبنائهم من بعدهم حتى صارت قواتنا المسلحة السعودية رمزًا لهذه الطباع، وسورًا منيعًا يحمي حدود الوطن ومقدساته ومقدراته.
لقد شهدت قواتنا المسلحة عبر العقود تطورًا متسارعًا، حتى غدت قوة متكاملة تضم جميع الأفرع: البرية، والجوية، والبحرية، والدفاع الجوي، وقوة الصواريخ الاستراتيجية.
وهي اليوم مجهزة بأحدث الأسلحة والمنظومات الدفاعية والهجومية، ومدعومة بكوادر وطنية مدرّبة على أعلى المستويات، تمثل نموذجًا يجمع بين العزيمة الوطنية والقدرة التقنية الحديثة.
ولم يكن هذا التطور وليد المصادفة، بل ثمرة عناية القيادة الرشيدة – حفظها الله – التي جعلت من بناء القوة العسكرية والأمنية أولوية استراتيجية.
فامتدت الرعاية لتشمل القوات المسلحة والحرس الوطني والأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، إدراكًا بأن الأمن هو الأساس الذي تُبنى عليه نهضة الأوطان واستقرارها.
ومن هنا جاءت الكليات العسكرية والبرامج التدريبية المحلية والدولية، لتصنع أجيالًا من الأبطال يذودون عن الدين والوطن بعقيدة راسخة وانضباط رفيع.
ولا يقتصر دور قواتنا المسلحة على الذود عن الأرض والحدود، بل يتجلى حضورها المشرف في خدمة الحرمين الشريفين ورعاية ضيوف الرحمن خلال مواسم الحج والعمرة، حيث تتكامل فيها قيم العطاء الإنساني مع رسالتها العسكرية النبيلة.
واليوم، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله – تمضي قواتنا المسلحة في مسيرة تطوير متواصلة، تجعل من تعزيز القدرات الدفاعية ركنًا أصيلًا في رؤية السعودية 2030.
إننا في هذا اليوم الوطني المجيد، نرفع الهامة فخرًا برجال قواتنا المسلحة، امتدادًا لرجال التوحيد الأوائل، ونقف إجلالًا لتضحياتهم التي صنعت للوطن عزًّا بطبعه، وفخرًا بسوره المنيع، لتظل المملكة آمنة شامخة، يحميها أبناؤها الأوفياء جيلًا بعد جيل.

