الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٣:٤١ م-٢٣ سبتمبر-٢٠٢٥       4290

بقلم - السيد جيلان النهاري 
منذ فجر الرسالة المحمدية التي أشرقت شمسها على أرض العرب، التي تبلورت على أرضها في ذاك الزمن كامل القاموس العربي في الحرف والكلمة والجملة العربية الصحيحة النطق الواضحة المعنى القوية الوقع على المتلقي العربي الأصيل الفصيح، فكان حينها وقت نزول الوحي وحمل رسالة التوحيد ورفع راية السلام، وتحمل مسؤولية العلم والبحث الرفيع في تحقيق ما ينفع البشرية والأمن ونشره بين الأمم والأقطار عندما خرج العربي من جزيرته ناشرا رسالة التوحيد وعبادة إعمار الأرض وتحقيق الخلافة في الأرض التي كلفه الله بها.

ورغم كل الإرهاصات التي مرت بها الأمة العربية نظير المماحكات والكيد الإستشراقي الغربي في تدمير وتجهيل تلك الإنجازات العربية على مدى ألف سنة من بعد سقوط القيادة العربية التي تمثلت في الدولتين الأموية والعباسية، حيث تمت سرقة كل نجاحات هذا العربي الخارج من جزيرته والذي نفع بحكمته وعلمه وسياساته وقيادته للإنسانية نحو تطور وتصاعد علمي وفكري حضاريا وصحيا ومجتمعيا وإلى إستقرار وسلام دائم بين الشعوب التي تقع في حدود إدارته، وتصدير كل ذلك الخير إلى غيره من الشعوب والأمم المحيطة، نعم فقد سرق المستشرق الغربي كل الموروث الإنساني الذي عَمَّرَهُ الحكم العربي وبالذات العلمي وتم تمييعه وإخراج معظمه على أنه إنجاز غربي كامل، وليس إنجاز إنساني بغض النظر عن إن كان صاحبه عربيا أو مسلما كان في ظل حكم وإدارة العربي الذي خرج من أرض الرسالة المحمدية.

عندما تجد الأمم القيادة القدوة المحفزة الذي يخرج من نفس تربة أرضها وجذور نبتها حاملا جينات رجالها، فإن الشعوب والأمم نفسهم تنتفض هممهم وتتحرك بكل طاقاتهم خلف هذا القدوة محققين أروع ما يمكن تحقيقه من هدف وجودهم على هذه الأرض [العالم] وهو الخلافة بمعناها السامي الذي خاطب الله به ملائكته عندما أخبرهم بخلق أبونا آدم عليه السلام.

ففي خلال قرن من الزمان في هذا العصر الحديث ومن أرض لغة القرآن نهض العربي بجيناته المتأصلة فيها الحنكة السياسية، والعقلية المتقدمة فكريا، والتركيبة البدنية الفائقة قدرة على الحركة والمرونة في التكيف مع الظروف، ومواجهة كل الصعاب، وتذليلها وتمهيد طريق التفوق للعودة لتاريخه المعروف في عزه بطبعه نحو بناء مستقبل ريادي قيادي عالمي هو أهل له، بظهور القدوة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - طيب الله ثراه - الذي قام بتوحيد القلب العربي الذي يسكن جزيرة العرب، وأقام المملكة العربية السعودية التي قامت على هدف واحد هو بناء الإنسان الخليفة الذي جعله الله في الأرض، بسمو عقليته وفكره وسلوكه، حتى وصلنا في العقد الذي نحن فيه بفضل من الله في توفيق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ورؤيته الثاقبة وخبرته الضاربة في جذور الحكم والسياسة، أن عمل وأستثمر بكل مالديه من حب مسؤل به على أمته والإنسانية أن أخرج لشعبه والعالم هذا القدوة الشاب ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - والذي هو اليوم في مقدمة القادة الفاعلين العاملين على إستقرار العالم الأمني والسياسي والعلمي والفكري، فمنذ تبنيه وإعلانه عن رؤية السعودية 2030 والسعودية بأبناءها تتربع على أخبار السيادة العالمية في التقدم الأمني والعلمي والتكنولوجي وكذلك الفكري والسياحي والترفيهي، كل ذلك نتيجة حسن إستخدام الحنكة الراشدة في الإدارة السياسية الدبلوماسية والإقتصادية في داخل حدود الوطن وخارجه، من خلال إستثمار كل الإمكانيات في العقل البشري وتأهيله نحو السمو الإنساني.