










الخبر - النهار
حين يلتقي التراث بالموسيقى وتُضاء سماء الخبر بأهازيج سعودية خالصة، يقدّم نادي القادسية احتفاله باليوم الوطني الـ95 تحت شعار "من خير هالأرض"، بمشاركة أهالي مدينة الخبر.
يسعى نادي القادسية لأن يكون قلب المدينة النابض، منصة تجمع بين الرياضة، الثقافة، والتراث، لتحويل كل فعالية إلى احتفال بالمجتمع، من أهالي الخبر ولأهالي الخبر.
القادسية لا يرى في نفسه مجرد ملعب أو فريق فقط، بل كيان مسئول أمام أهله. استراتيجيته المجتمعية تُركّز على تعزيز الشراكة والتواصل مع المواطنين، وتحويل النادي إلى مقر رياضي وثقافي واجتماعي يدعم الفرح الوطني والهوية الأصيلة.
هذه المرة لا يكتفي القادسية بالاحتفاء عبر الرياضة، بل يحوّل المناسبة إلى مهرجان متكامل يمزج بين المسرح والفن والورش التفاعلية، ليضع نفسه كمنصة ثقافية واجتماعية نابضة بالحياة تتجاوز حدود المنافسات الكروية.
وهنا، في قلب الخبر، يتحول النادي إلى فضاء مفتوح للفرح الوطني، حيث يتم عرض موسيقى سعودية خالصة تحكي رحلة التوحيد بجانب مسابقات عائلية تفاعلية ورقصات فلكلورية شعبية، لتؤكد أن القادسية ليس مجرد نادٍ رياضي، بل كيان يُبدع في صناعة الفخر والذاكرة ويمنح المجتمع تجربة وطنية تليق بتاريخ المملكة وعمق هويتها.
تتوزع الفعاليات على خمس مناطق رئيسية تحمل أبعادًا متنوعة، يبدأ المشهد بحكاية وطن "الصالة الرياضية" بعرض مسرحي موسيقي مدته 50 دقيقة، حيث يشهد مسرح القادسية الوطني مسرحية الصحراء التي تروي سيرة خميس بن رمثان العجمي، الدليل الصحراوي الذي أسهم في اكتشاف بئر الدمام رقم 7 "بئر الخير"، في قصة تجسد رمزا تاريخيا ارتبط اسمه بالنهضة السعودية. بجانب عرض موسيقي بعنوان "صوتنا وطني" يمتد من جذورنا الأصيلة، ويزدان بحماسكم مجموعة من الأغاني الوطنية التي تكتمل بأصوات الجماهير وتفاعلهم، ومن هناك، ينتقل الزوار عبر "النفق الثقافي – رحلة وطن" الذي يحتفي بالحرف اليدوية والجداريات الوطنية التي تبرز تاريخ المملكة ومراحل التطور والإزدهار، وتاريخ القادسية كجزء من ذاكرة الخبر الرياضية، بجانب أركان لبيع المنتجات السعودية دعما لأبناء الوطن، كما تتاح ورش تفاعلية للأطفال والكبار لخوض تجارب إبداعية في الفنون اليدوية السعودية، تساعدهم على تعلم واكتشاف الفنون اليدوية بينما قصص الأطفال ستكون حكايا من الوطن الكبير، وهي مساحة تفاعلية ممتعة للصغار تأخذهم في رحلة خيالية عبر عالم القصص، حيث تصبح كل قصة جسرا لاكتشاف الثقافة والتراث السعودي بطريقة ممتعة ومليئة بالإبداع.
أما منطقة الاستقبال، فتفتح الأبواب على الطريقة السعودية الأصيلة بالقهوة والتمر والعرضة، قبل أن تقود الزوار إلى أجواء المأكولات الشعبية واستوديو التصوير التراثي "ليومنا نوثق" والذي يحفظ أجمل لحظاتهم.
ولضمان سلاسة التجربة، وضع النادي خطة تشغيلية متكاملة لإدارة الحشود والنقل، تشمل تشغيل حافلات ترددية من المواقف إلى موقع الفعالية، وتدشين جداريات وطنية تروي مسيرة المملكة وإنجازاتها، مع إبراز الدور التاريخي للقادسية في المشهد الرياضي والاجتماعي للخبر.
وقال الأستاذ بدر الرزيزاء، رئيس مجلس إدارة نادي القادسية: "في هذه الذكرى الغالية - اليوم الوطني السعودي الـ 95 - نُحيي ذكرى توحيد هذا الوطن الراسخ بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي يجسّد أصالة هويتنا وقوة قيمنا الثابتة؛ يوم نرى فيه الانتماء ينبض في القلوب وتلتقي فيه الأجيال على حب وطنٍ واحد، فخامة وإنجاز. بكل فخر نستحضر ملحمة التوحيد التي قادها الملك المؤسس – طيّب الله ثراه – فأرسى دعائم وطنٍ راسخ وهويةٍ خالدة. واليوم، يمضي هذا الوطن الشامخ بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – نحو آفاق أوسع من التنمية والريادة، حيث تتجلى أصالة القيم السعودية في أبهى صورها، ويلتقي نبض الأجيال على حب وطنٍ واحد، يزداد قوةً وتألقًا عاماً بعد عام."
وأضاف "اليوم الوطني ليس مجرد مناسبة نحتفل بها، بل فرصة لنصنع تجربة يعيشها الناس بكل حواسهم. في القادسية نؤمن أن النادي يجب أن يكون أكثر من ملعب وفرق رياضية، يجب أن يكون فضاءً يكرّس الهوية الوطنية، ويعيد وصل الأجيال بجذورهم، ويصنع منصّة للفن والثقافة بقدر ما هو للرياضة، لهذا صممنا فعاليات هذا العام لتكون مختلفة، تعبّر عن روح مدينتنا من خلال أغانٍ سعودية خالصة، إلى الورش التفاعلية التي تجعل من الجمهور شريكًا في التجربة".
واختتم حديثه قائلا "نحن لا نقدّم مجرد احتفال، بل نصوغ معنى جديدا لدور النادي في المجتمع، القادسية اليوم هو كيان وطني جامع، يجمع العائلات والشباب في مساحة واحدة، ويثبت أن الرياضة يمكن أن تكون بوابة للفخر، للذاكرة، وللإبداع".

