

بقلم - موضي عودة العمراني
اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ليس يوماً عابراً في التاريخ، بل هو يومٌ يختصر رحلة كفاح، وبداية عهدٍ من المجد، ومنارةً تهتدي بها الأجيال في مسيرتها نحو المستقبل. إنه اليوم الذي وحّد فيه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – أرجاء هذا الوطن المترامية الأطراف تحت راية واحدة، لتولد هوية جديدة، وينبثق فجرٌ حمل اسم “المملكة العربية السعودية”.
نحن سعوديون، وأبناء “العليا”، علياء القيم والمبادئ، علياء العزيمة والكرامة، علياء الشموخ الذي لا ينحني. نحن سعوديون العليا، نحمل على عواتقنا إرثاً عظيماً صنعه الأجداد بالعرق والدم، ونمضي به قدماً بإصرار لا يعرف التراجع، وإيمانٍ لا يعرف الانكسار.
في كل يوم وطني، نستحضر حكاية الأرض التي تحولت من صحراء صامتة إلى قلب نابض بالحياة، ومن تجمعات متفرقة إلى وطنٍ متماسكٍ مزدهر. نستذكر مسيرة المؤسس، ورجاله الذين خطّوا بمداد الإخلاص فصول البداية، لتُفتح صفحة جديدة يكتبها اليوم أبناء هذا الوطن، ويكملون بها مسيرة النهضة والرؤية.
“سعوديون العليا” ليس مجرد عنوان، بل هو وصفٌ لحقيقة نعيشها؛ حقيقة شعبٍ يجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين الاعتزاز بالجذور والاندفاع نحو المستقبل. فالسعودي يفتخر بماضيه، ويعتز بحاضره، ويصنع لمستقبله مكانةً تليق به بين الأمم. هو المواطن الذي يرفع راية بلاده عاليًا، ويترجم حبّه لها عملاً وبذلاً وإخلاصًا.
في اليوم الوطني، تتزين الشوارع بالأخضر، وتعلو الأصوات بالأناشيد الوطنية، لكن الفرح الحقيقي يكمن في القلوب التي تنبض بحب الوطن، وفي العقول التي تخطط لبنائه، وفي السواعد التي تعمل لترسيخ مكانته. هنا يتجدد العهد بأننا سعوديون العليا، سنظل نكتب للعالم قصة وطن لا يعرف المستحيل.
اليوم، ونحن نعيش مرحلة التحول الكبرى في ظل رؤية المملكة 2030، نزداد يقينًا أن هذا الوطن ماضٍ في طريق العز والرفعة، وأن أبناءه هم الثروة الحقيقية التي تبني وتنهض. فكما كان الأجداد رجال توحيد وبناء، فنحن اليوم رجال علمٍ ومعرفةٍ وتنمية، نصنع لوطننا موقعًا متقدماً في كل المجالات.
“سعوديون العليا” هو وعدٌ للأرض التي أعطتنا الكثير، بأن نبقى أوفياء لها، نحمل رايتها جيلاً بعد جيل، ونصون وحدتها، ونعلي شأنها. هو حكاية وطنٍ لا ينتهي، بل يزداد عظمةً كلما مرّت عليه الأعوام، وحكاية شعبٍ كلما نظر إلى السماء قال للعالم: هنا وطن المجد، وهنا سعوديون العليا .

