الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٤:٣٦ م-٢١ سبتمبر-٢٠٢٥       5665

بقلم - إيمان حماد الحماد
في أرضٍ تشرقُ بالشّمم، وتغفو على السَّمَر، وتهتفُ للمطر، نشأنا.
لم نرث المجدَ، بل صنعناه.
ولم ننتظر الغيرَ، بل ابتدرناه.
في دمائنا الكبرياءُ فطرةٌ، وفي قلوبِنا الولاءُ سُنّة.
لسنا أبناءَ لحظةٍ، بل سُلالةُ عزٍّ منذ الخليقة.

نحن أبناءُ السيوفِ التي لا تنحني، والنخيلِ الذي لا ينكسر.
عزّنا بطبعِنا، لا بتصفيقِ غيرنا.
نُطيلُ الصمتَ حينَ يعلو الضجيج، ونرفعُ الصوتَ إن جارَ الباطل.
نُجيدُ الإنصاتَ للحقّ، ونحسنُ النزالَ إن وجب.
نحن الواثقونَ بلا غرور، المتواضعونَ بلا خضوع.

في طبعِنا حِلمُ الشيوخ، وحزمُ الملوك، وصدقُ البدو.
نغرسُ المعروفَ كالنخل، لا نطلبُ جزاءً، ولا نخشى الجفاء.
نحملُ الوطنَ في أرواحنا، لا شعارًا على صدورنا.
فكلّ حرفٍ من اسمه، نشيدُ عشقٍ، وكلُّ شبرٍ من ترابه، ميثاقُ فخر.

نحن السعودية، منابتُ العزِّ ومهابطُ العلا.
رايتُنا لا تُطوى، وسيرتُنا لا تُنسى.
في ظلِّها يحيا التوحيد، وتُروى الملاحم.
وفي كفّيها: سيفان ونخلة، لا تكلُّ ولا تذلّ.

نحبُّ بصدق، ونحمي بحدّ.
نُكرمُ الضيف، ونُهينُ المعتدي.
نصبرُ في الضيق، ونبذلُ في الرخاء.
نفتحُ صدورنا للسلام، ونغلقُها في وجه الخيانة.

لسنا نبحثُ عن العزّ، فالعزّ يسكنُ فينا.
نحن لا نرفعُ رؤوسَنا، لأنها لم تنحنِ يومًا.
نروي التاريخَ لا بالمداد، بل بالمواقف.
ونُعلّم الأجيالَ أنّ من شبَّ على النبل، شابَ على المجد.

هويتُنا لا تُساوَم.
وطباعُنا لا تُغيَّر.
وقيمُنا لا تُشترى.

فمن أرادَ أن يعرفنا، فليقرأ الأرضَ حين تنبتُ الفداء.
وليستمع إلى النخلةِ، وهي تحرسُ الرمال.
وليقرأ على السيفين والنخلة، أن عزّنا بطبعنا... لا بمظاهرِنا.


عِزُّنا بطبعِنا

وإذا كتبتَ المجدَ فابدأ باسمِنا.
سعوديّ والعزُّ من زين الطباع.

في طينِنا شيمُ الكرامِ تورّدتْ.
وسماؤُنا للعالياتِ بها شعاعْ.

والمجدُ فينا كالجبالِ لهُ ارتفاعْ.
وفي المحافلِ لا يلينُ لنا ذُراعْ.

فينا الوفاءُ، وللمروءةِ كلُّ باعْ.
وعلى المواقفِ نرتقي رغمَ النزاعْ.

نُؤوي الضعيفَ، ونفزعُ المستنجدَ.
ونصونُ جارًا لا يُضامُ ولا يُباعْ.

ونصوغُ من خُلقِ الحياءِ عباءةً.
بيضَ الوجوهِ، نقيّةً فيها اتّساعْ.

ونُقيمُ ميزانَ العدالةِ بينَنا.
لا يُرهقُ المظلومَ فينا أيُّ داعْ.

ونُجلُّ عالِمَنا، ونرفعُ قدرَه.
فالعلمُ في ساحاتِنا نبعٌ يُذاعْ.

ونُحسنُ الظنَّ الجميلَ إذا بدا.
شكٌّ، ونغفرُ زلّةَ القربى سِراعْ.

ونصدُّ عن لُغَةِ الخنا بسموِّنا.
فاللفظُ في أفواهِنا خَلقٌ يُطاع.

ونُطيلُ صمتَ العاقلينَ تواضعًا.
لكنْ إذا نطَقَتْ حروفُ الحقِّ شـاعْ.

هي أرضُنا، مهدُ الرسالةِ والعُلا.
منها إلى الدنيا يفيضُ لنا شُعاعْ.

أرضُ الكرامةِ والمروءةِ عزُّها.
حصنٌّ منيع ثابت مثل القلاع.

أرضُ البطولاتِ العظيمةِ شامخٌ.
مجدُ الممالكِ، أنطقتْ حبرَ اليراعْ.

حساب الكاتبة: @bentalnoor2005