الكاتب : النهار
التاريخ: ٠١:٥٢ م-٢١ سبتمبر-٢٠٢٥       4895

بقلم- يحيى مرضي

تحتفل المملكة العربية السعودية  اليوم بالذكرى الخامسة والتسعين لليوم الوطني السعودي تحت شعار ( عزنا بطبعنا ) الذي تم اختياره لهذا العام معبرا بصدق وثقة كاملة عن طباع السعوديين التي فطر عليها كل إنسان سعودي منذ ولادته وعلى مر الزمان، وبها تشكل وعيه، ونضج فكره وثقافته، ومارس حياته بزهو واعتزاز وشموخ وكرامة، ووعي قيم الكرم، والشهامة، والطموح، والأصالة، والفزعة، والكبرياء، والإباء، والإيثار، والوفاء، وحماية المستجير، واغاثة الملهوف، والدفاع عن الأرض والعرض، وكل ما تفرع عنها ويمثل نقاء هذه الطباع وتجذرها في الذات السعودية.

ويعيدنا الاحتفال بهذه الذكرى العظيمة الى يوم 17 جمادى الأولى عام 1351هـ عندما صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم (المملكة العربية السعودية) بعد الملحمة البطولية التي قادها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه على مدى اثنين وثلاثين عاما بعد استعادته مدينة الرياض عاصمة ملك ابائه واجداده في 5 شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير  1902 م .

تتضمن الاحتفالات بذكرى اليوم الوطني السعودي هذا العام عروضا جوية رائعة ومتميزة تقدمها طائرات سلاح الجو السعودي في كل من الرياض وجدة والخبر وقد أعلنت وزارة الدفاع السعودية عن مواعيد هذه العروض، الى جانب العديد من الفعاليات الاحتفالية المتنوعة ذات الطابع التراثي والشعبي والثقافي والفني والرياضي وغيرها تشمل معظم مدن المملكة وتشارك فيها جهات رسمية وشعبية مختلفة .

وبهذه المناسبة الوطنية الغالية على قلب كل مواطن سعودي ومقيم على أرض مملكة الخير والعطاء والشموخ لا بد من استعراض موجز لما حققته المملكة من تقدم ونمو وازدهار في مختلف المجالات وعلى جميع الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والدينية والتعليمية والثقافية والصحية والاجتماعية والرياضية والسياحة والفنون والمواصلات والاتصالات والتنمية البشرية والعلاقات الدولية وغيرها وهو ما يحتاج إلى كتب ومطبوعات كثيرة لحصره والإشارة إليه.

المملكة العربية السعودية وبعد ما يقارب القرن على تأسيسها أصبحت تصنف بين الدول الكبرى اقتصاديا فهي عضو في مجموعة العشرين التي تضم الدول ذات الاقتصادات الأكبر والأسرع نموا على مستوى العالم ، وهي من اقوى الدول عسكريا في الشرق الأوسط بعد التقدم الكبير في قدراتها العسكرية وتسليحها، وهي من أهم الدول التي انتقلت من الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للدخل الوطني الى تنويع المصادر عبر التطوير الصناعي الكبير و التوسع المتنامي في مجال الزراعة واستصلاح الأراضي و تعدد المنتجات والأصناف التي تزرع للمرة الأولى في المملكة. بالإضافة التوسع التجاري الكبير خاصة في مجال التصدير .

وإذا توقفنا عند الرؤية السعودية  2030 يذهلنا التقدم والتطور الذي تم إنجازه حتى اليوم في مجال تطوير خدمات الحج والعمرة من خلال المشاريع المتتالية لتطوير البنى التحتية والمنشآت في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ما يساهم في التيسير على الحجاج والمعتمرين لأداء مناسكهم بيسر وراحة وأمان .

 وتعتبر خطوط السكك الحديدية التي تم إيصالها إلى المشاعر المقدسة من أهم الوسائل التي تم إنجازها، خاصة وان القطارات المستخدمة فيها تعتبر من أحدث ما تم إنتاجه في العالم، والأمر نفسه ينسحب على السكك الحديدية في جميع أنحاء المملكة.
وتمثل مدينة نيوم النموذج الذي قل نظيره في العالم بمنشاتها الحكومية والخدمية والسكنية والتجارية والسياحية التي تستخدم أحدث التقنيات الموجودة عالميا والتي تمتد على مسافة تزيد على 140 كيلو مترا على الساحل الجنوبي للبحر الأحمر .

والحديث عن التعليم والصحة والثقافة والرياضة والفنون يحتاج إلى مساحة كبيرة للحديث عنه، لكن يمكن القول بثقة إن هذه المجالات نالت حظها الوافر من العناية والرعاية  حتى صارت المملكة في مقدمة الدول التي حققت انجازات هامة محليا وعربيا وعالميا فالجامعات السعودية وصلت في التصنيف العالمي الى مراتب متقدمة وأصبح التعليم في المملكة بمناهجه وأسلوبه الافضل والاحدث بين دول المنطقة، وصحيا حقق الأطباء السعوديون انجازات طبية مشهودة خاصة في مجال فصل التوائم وصنفت المستشفيات والمراكز الصحية في المملكة بين المنشآت الصحية المجهزة بأحدث التقنيات.

ونالت الثقافة والرياضة والفنون والسياحة اهتماما حكوميا واسعا وضعها في مصاف يوازي مثيلاتها في الدول المتقدمة في هذه المجالات وحققت إنجازات هامة عربيا وعالميا لا تغيب عن الذاكرة.

ولأنه من الصعب أن نتناول كل ما حققته المملكة العربية السعودية من نجاحات وتقدم وإنجازات في هذه العجالة, نكتفي بالقول إن المملكة وفي مختلف المراحل من عمرها المزدحم بالازدهار والإبداع والتطور الذي يشهد عليه التألق الحضاري والعمراني والتكنولوجي المتجدد كانت تشمخ بقيادتها المخلصة حتى وصلت إلى قيادة خادم الحرمين  الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده ورئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله الوفية لدينها وتاريخها وأصالتها فكان همها بناء الوطن والإنسان السعوديين لتكون المملكة العربية السعودية نموذجا متفردا يحتذى به.

معلومات عن الكاتب : رئيس مجلس إدارة جمعية ديار لحفظ التراث