

بقلم- اللواء المهندس م. خالد بن علي معيض الزهراني
في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام، تحتفل المملكة العربية السعودية بذكرى توحيدها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيّب الله ثراه – لتُعيد إلى الأذهان قصة كفاح وإرادة عظيمة أسست وطنًا راسخ الأركان، مترابط البنيان، قائم على عقيدة التوحيد، وممتد في مسيرة العطاء والبناء. إن اليوم الوطني السعودي ليس مجرد مناسبة تاريخية، بل هو رمز للوحدة، والفخر، والانتماء، ومناسبة نستحضر فيها الأمجاد ونتأمل في المنجزات التي تحققت عبر العقود.
لقد انطلقت مسيرة المملكة من الصحراء القاحلة لتغدو اليوم دولةً رائدة على المستويين الإقليمي والعالمي، تحقق التنمية في مختلف المجالات؛ من الاقتصاد والتعليم والصحة، إلى البنية التحتية والطاقة المتجددة، حتى باتت نموذجًا في الريادة والطموح. وما رؤية المملكة 2030 إلا امتداد لذلك الطموح المتجدد الذي يرسخ مكانة الوطن بين الأمم، ويجعل من المواطن السعودي محور التنمية وغايتها.
ويقف في طليعة هذه المسيرة المباركة سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – الذي جسّد برؤيته الثاقبة وطموحه اللامحدود ملامح مستقبل زاهر للمملكة. فقد جعل من رؤية 2030 خريطة طريق لبناء وطن حديث يوازن بين الأصالة والتجديد، ويستثمر طاقات شبابه، وينوّع مصادر دخله، ليكون نموذجًا عالميًا في النمو والاستدامة. إن كلمات سموه: “طموحنا أن نبني وطناً أكثر ازدهاراً، لا مكان فيه إلا للحالمين”، صارت نبراسًا يلهم أبناء الوطن ويحفزهم للعمل الجاد.
إن اليوم الوطني يذكّر كل فرد منّا بمسؤوليته تجاه وطنه، ويدفعه إلى تعزيز القيم التي قام عليها هذا الكيان الشامخ؛ من الإخلاص في العمل، والوفاء في العهد، والتمسك بالهوية الإسلامية والعربية. كما أنه مناسبة لترسيخ مشاعر المحبة والاعتزاز بين أبناء الوطن، الذين يشكلون بنسيجهم الاجتماعي المتين حصناً منيعاً أمام كل التحديات.
وفي هذا اليوم المبارك، يجدد السعوديون العهد على المضي قدماً في طريق البناء والازدهار، حاملين راية الوطن بكل فخر، ومتمسكين بقيادته الرشيدة، التي جعلت من المملكة أرضاً للسلام والاستقرار. إنه يوم تتجدد فيه الهمم، وتعلو فيه الهامات، ويُرفع فيه الشكر لله أولاً ثم للقيادة الحكيمة على ما تحقق من أمن وكرامة ورفعة.
فاللهم احفظ المملكة العربية السعودية، واجعلها دار عز وأمان، وانصر قيادتها، وأدم عليها نعمك الظاهرة والباطنة، واحفظ شعبها من كل سوء، لتبقى دائمًا وطن المجد والعطاء.

