الكاتب : النهار
التاريخ: ٢٠ سبتمبر-٢٠٢٥       8360

بقلم: عبدالله الكناني 

منذ اللحظات الأولى لتوحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – كان البُعد التقني حاضرًا في بناء الدولة الحديثة؛ بدءًا من إدخال وسائل الاتصال والإعلام، ومرورًا بتطوير البنية التحتية، وصولًا إلى وضع اللبنات الأولى لاقتصاد قائم على المعرفة.

ومع تعاقب الملوك – رحمهم الله – وصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – مضت المملكة بخطى ثابتة نحو تبنّي التقنية كركيزة أساسية في نهضتها، حتى أصبحت اليوم واحدة من أسرع الدول نموًا في مجال الاتصالات والتحول الرقمي. 
وقد أُنشئت مؤسسات وطنية كبرى، مثل هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، والهيئة الوطنية للأمن السيبراني، لتشكّل جميعها مظلة استراتيجية لحماية الفضاء الإلكتروني، وضمان أمن المعلومات، ودعم الاقتصاد الرقمي المزدهر.

ويُعد قطاع الاتصالات في المملكة من بين الأقوى عالميًا، حيث تصدّرت المملكة المراتب الأولى في سرعة شبكات الجيل الخامس وانتشارها، كما حققت إنجازات نوعية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والخدمات الرقمية، ما جعلها نموذجًا إقليميًا وعالميًا في إدارة البنية التحتية الذكية.

وفي عصر رؤية 2030، التي يقودها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان – القائد الملهم – تعززت مكانة المملكة كدولة رائدة في الابتكار والتحول الرقمي، فاحتضنت مبادرات عالمية مثل إعلان الرياض عاصمة العالم للذكاء الاصطناعي، وأطلقت برامج كبرى في الأمن السيبراني، والتحول الحكومي الرقمي، والمدن الذكية، لتكون التقنية اليوم أداة للتنمية، ومجالًا لصناعة المستقبل.

إن شعار عزّنا.. بطبعنا يتجلى هنا بوضوح؛ فالعز السعودي اليوم لا يقوم فقط على الموروث الثقافي والاجتماعي، بل يمتد إلى التفوق التقني الذي أصبح جزءًا من طباعنا المعاصرة، وهوية وطن يسابق الزمن ليكون في مقدمة العالم.