الكاتب : النهار
التاريخ: ١٢:٣١ م-٠٨ سبتمبر-٢٠٢٥       6105

النهار - حسن القبيسي

مريم مسيوب، إحدى أبرز الوجوه الإعلامية المغربية في مجموعة MBC، تميّزت بحضورها القوي في كبرى التغطيات الرياضية. بين الرياض والمنامة، تعيش تفاصيل المشهد الكروي العربي والخليجي، وتتابع عن قرب تطور الدوريات وصعود المنتخبات. في هذا اللقاء، تتحدث عن استعداد المغرب لاحتضان كأس أمم إفريقيا، وعن واقع الكرة السعودية والبحرينية، إلى جانب تقييمها لحظوظ "أسود الأطلس" في المنافسات القارية المقبلة.

❖ بدايةً، كيف تنظرين إلى تجربة  الدوري السعودي  في السنوات الأخيرة؟

خلال فترة قصيرة جدًا، تحوّل  الدوري السعودي  إلى نموذج عالمي يحتذى به. الاستثمارات الضخمة، والتعاقد مع نجوم بارزين من أوروبا وأمريكا الجنوبية، جعلت منه مادة يومية في الإعلام الرياضي الدولي. لم يعد مجرد دوري محلي، بل بطولة تُبث في القارات الخمس وتستقطب جماهير جديدة باستمرار. والأهم أن اللاعبين السعوديين أصبحوا يجاورون أسماء عالمية، وهو ما يرفع مستواهم الاحترافي ويمنح المنتخب السعودي إضافة قوية. كما أن الجانب التسويقي والتجاري جعل كرة القدم في المملكة تتحول إلى صناعة متكاملة تضاهي الدوريات الكبرى.

❖ من خلال متابعتك، أي الأندية تبدو الأوفر حظًا للتتويج بلقب دوري روشن هذا الموسم؟

الهلال يظل المرشح الأول نظرًا لتاريخه الكبير وقدرته على الحسم في المواعيد الصعبة. لكن الاتحاد يملك عناصر متماسكة وانسجامًا واضحًا، بينما النصر يضم أسماء هجومية قادرة على قلب موازين أي مباراة. المنافسة ستبقى مفتوحة حتى الأسابيع الأخيرة، وهذا ما يميز  الدوري السعودي  عن بقية دوريات المنطقة من حيث الإثارة والتشويق.

❖ لنعد إلى المنتخب السعودي.. ما تقييمك لفرصه في بلوغ كأس العالم مرة أخرى؟

المنتخب السعودي أصبح أكثر نضجًا ووضوحًا في شخصيته داخل الملعب. الفوز التاريخي على الأرجنتين في مونديال قطر أكبر دليل على ذلك. التصفيات الآسيوية صعبة بحكم وجود منتخبات قوية مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، لكن "الأخضر" يمتلك خبرة ورغبة عالية، إضافة إلى دعم جماهيري ورسمي لا محدود. لذلك أرى أن تأهله إلى المونديال القادم ممكن جدًا، بل قد يحقق نتائج أفضل من مشاركاته السابقة.

❖ لننتقل إلى المغرب.. كيف ترين آخر الاستعدادات لاحتضان كأس أمم إفريقيا؟

المغرب أثبت خلال السنوات الأخيرة أنه رائد في تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى. البنية التحتية المتطورة من مطارات، طرق سريعة، فنادق، وملاعب بمعايير الفيفا تؤكد جاهزيته. التجربة المتراكمة من خلال تنظيم بطولات سابقة مثل كأس العالم للأندية والـ"شان" منحت صورة إيجابية عن قدرات المملكة. اليوم، المغرب لا يجهز فقط لاستضافة بطولة قارية، بل يبرهن أنه قادر على المنافسة حتى على شرف تنظيم كأس العالم. الزوار سيعيشون تجربة متكاملة تجمع بين الرياضة والثقافة والسياحة.

❖ وماذا عن ملعب الرباط الجديد؟

هذا الملعب ليس مجرد منشأة رياضية، بل مشروع استراتيجي يعكس رؤية المغرب في جعل الرياضة صناعة قائمة بذاتها. تصميمه المعماري والتقنيات الحديثة فيه تضاهي أرقى الملاعب الأوروبية. بالنسبة لي، هو واجهة حضارية حقيقية، وفرصة للجماهير المغربية للاستمتاع بتجربة مشاهدة فريدة. أشعر بالفخر عند الحديث عنه لأنه يجسد توجه المغرب نحو الاستثمار في الرياضة كوسيلة لبناء صورة دولية مشرّفة.

❖ ما تقييمك لحظوظ المنتخب المغربي في كأس أمم إفريقيا المقبلة؟

نعيش مرحلة ذهبية في تاريخ كرة القدم المغربية. لدينا جيل استثنائي يلعب في أقوى الدوريات الأوروبية، والأهم أنه يمتلك روح المجموعة إلى جانب المهارات الفردية. تجربة كأس العالم في قطر أثبتت أن هذا المنتخب قادر على مجاراة الكبار وكتابة التاريخ. المنافسة بلا شك ستكون قوية أمام منتخبات مثل السنغال والكاميرون ومصر، لكن المغرب اليوم يملك عقلية البطل. إذا ابتعد اللاعبون عن الإصابات وحافظوا على تركيزهم، فأنا أراه مرشحًا بقوة للظفر باللقب.

❖ سبق لك أن عشت لحظة تتويج المنتخب المغربي للمحليين.. ماذا مثل لك ذلك الإنجاز؟

تجربة لا تُنسى، لأن فوز المنتخب المحلي لم يكن مجرد لقب، بل تأكيد على قوة البطولة الوطنية وقدرتها على إنجاب مواهب قادرة على المنافسة. هذا الإنجاز أعطى ثقة كبيرة للمدربين المحليين في الاعتماد على الشباب، وأثبت أن الكرة المغربية لا تعتمد فقط على المحترفين في الخارج. بالنسبة لي، كانت محطة فارقة رسخت قناعتي بأن المغرب قادر على النجاح بجميع مكوناته.

❖ برأيك، هل يملك المنتخب المحلي القدرة على التتويج ببطولة كأس العرب؟

نعم، لديه الإمكانيات الكافية. اللاعبون اكتسبوا خبرات من مشاركات قارية ويعرفون كيف يتعاملون مع الضغط. صحيح أن المنافسة ستكون شرسة أمام منتخبات قوية مثل السعودية ومصر والجزائر، لكن مع الإعداد الجيد بدنيًا وتكتيكيًا، أراه من أبرز المرشحين. هذه البطولات تمنح اللاعبين المحليين فرصة استثنائية للتألق وربما فتح أبواب الاحتراف الخارجي، وهو ما يضيف بُعدًا شخصيًا مهمًا لكل لاعب.

❖ وأخيرًا.. بما أنك تتنقلين بين السعودية والبحرين، كيف تقيّمين الدوري البحريني حاليًا؟

رغم أنه لا يحظى بالزخم الإعلامي الذي يميز الدوري السعودي، إلا أن الدوري البحريني يسير في مسار تصاعدي. هناك تركيز على بناء قاعدة قوية من اللاعبين المحليين والاستثمار في الفئات السنية، وهذا ما لمسته شخصيًا خلال إقامتي هناك. الجماهير البحرينية تضفي حماسًا خاصًا على المباريات، وإذا استمر العمل بنفس النهج، فأعتقد أن الكرة البحرينية سيكون لها حضور أكبر على المستويين الخليجي والعربي في المستقبل.