






النهار- بقلم:نانسي اللقيس
بعد إنقطاع دام منذ عام 2011 بسبب الأزمات الداخلية، شهدت سوريا انعقاد الدورة الثانية والستين لمعرض دمشق الدولي، في حدث يمثل انطلاقة جديدة نحو الانفتاح الاقتصادي. هذا العام، تميز المعرض بمشاركة واسعة من الشركات العربية والدولية، حيث أضفت المؤسسات السعودية حيوية على الفعاليات، مؤكدة دور المملكة في دعم الإقتصاد السوري وإعادة دمجه في المحيط العربي والدولي.
مشاركة واسعة
شملت مشاركة المملكة العربية السعودية عشرات المؤسسات في قطاعات متعددة، منها الطاقة، والبناء، والتكنولوجيا، والصناعات الغذائية، والخدمات اللوجستية، كما شاركت شركات عربية وأجنبية من أوروبا وآسيا وأفريقيا، ما منح المعرض بعدًا دوليًا وفتح آفاقًا للتعاون والاستثمار.
حلول للبنية التحتية
في قطاع الطاقة، قدمت الشركات حلولًا لتطوير البنية التحتية الكهربائية وتعزيز إنتاج الطاقة المتجددة، بما يسهم في تحسين شبكات الكهرباء ودعم المشاريع الصناعية والخدمية. أما قطاع البناء والمواد الإنشائية، فقد عرض خبراته واستثماراته لدعم مشاريع إعادة الإعمار، مما يعزز فرص العمل ويقوي القدرة الإنتاجية المحلية.
أنظمة ذكية للإدارة
وفي قطاع التكنولوجيا، تم التركيز على أنظمة ذكية لإدارة الأعمال والخدمات الرقمية، بما يمكّن المؤسسات السورية من تحسين كفاءتها التشغيلية وتعزيز الابتكار، ويدفع الإقتصاد نحو بيئة أكثر حداثة وتنافسية. كما ركزت الصناعات الغذائية والخدمات اللوجستية على دعم سلاسل الإمداد وتحسين جودة المنتجات المحلية وفتح فرص للتصدير مستقبلًا.
شراكة سعودية سورية
بعد اختتام المعرض يوم أمس الجمعة، أثبتت التقارير الإقتصادية ومراقبو الأسواق المالية أهمية ولادة شراكة اقتصادية قوية بين السوق السعودي والسوق السوري. وكشف وزير المالية السوري أن إيرادات الدولة شهدت نموًا ملحوظًا، حيث طغى رقم الصادرات على الموازنات التقليدية، مما يعكس تأثير الاستثمار المباشر في دعم الاقتصاد المحلي وزيادة دوران الأسواق.
هذه البيانات تؤكد أن الاستثمارات العربية والدولية بدأت تؤتي ثمارها على أرض الواقع، بما يفتح آفاقًا للنمو المستدام ويعيد الثقة بالإقتصاد السوري.
تأتي هذه المبادرة ضمن رؤية الرئيس أحمد الشرع الإقتصادية، التي ترتكز على جذب الاستثمارات المباشرة وتوفير بيئة ملائمة للقطاع الخاص، بعيدًا عن الإعتماد على القروض الخارجية. ومن خلال تضافر الجهود العربية والدولية، تتجلى فرص حقيقية لإطلاق شراكات إستراتيجية تحقق النمو وتعيد الحيوية للأسواق المحلية بعد سنوات من الركود.
يعكس المعرض قدرة سوريا على النهوض مجددًا وإطلاق فرص استثمارية حقيقية. حضور السعودية والشركاء العرب والدوليين يؤكد إرادة واضحة لإعادة الإعمار والتنمية، ويثبت أن العمل المشترك يمكن أن يكون المحرك الأساسي للنمو والازدهار، بما يضع الإقتصاد السوري على طريق مستقبل مستدام ومزدهر.

