الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٢:٢٦ م-٢٤ أغسطس-٢٠٢٥       7205

بقلم : نوره محمد بابعير

لم يعد مفهوم  السياحة  يقتصر على السفر للترفيه أو زيارة المعالم، بل أصبح أحد أهم القطاعات المؤثرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للدول. فالقطاع السياحي اليوم يشكل رافداً استراتيجياً يعكس مستوى التطور الحضاري، ويعزز صورة الدولة أمام العالم.

 السياحة كخدمة وتنظيم
يقوم القطاع السياحي على منظومة متكاملة تشمل البنية التحتية من مطارات ووسائل نقل وفنادق ومرافق عامة، إضافة إلى البرامج والأنشطة التي تعرّف السائح بالتراث والثقافة. هذه المنظومة تسهم في تسهيل حركة الزوار وتوفير بيئة ضيافة آمنة ومريحة، مما ينعكس إيجاباً على تجربتهم وجودة انطباعاتهم.

دور التقنية والابتكار
شهدت  السياحة  في السنوات الأخيرة تحولاً نوعياً مع دخول التقنية، عبر أنظمة الحجز الإلكتروني، والتطبيقات الذكية، والخدمات متعددة اللغات، ما جعل تجربة السائح أكثر سهولة ومرونة. هذه الأدوات أسهمت في تنظيم الحشود، وضمان سلاسة الخدمات، وتعزيز مستوى الأمان والجودة.

السياحة كرافد اقتصادي
يمثل القطاع السياحي ركيزة أساسية لدعم الاقتصاد الوطني، إذ يفتح مجالات واسعة لتوفير فرص عمل، وتنشيط قطاعات متنوعة مثل الفندقة، والنقل، والتموين، والإرشاد السياحي، والخدمات الثقافية. وهو ما يجعله قطاعاً متنامياً يرتبط مباشرة بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

البعد الحضاري والثقافي
السائح يغادر البلد وهو يحمل صورة ذهنية عن شعبه وثقافته ونمط حياته. ومن هنا تبرز أهمية  السياحة  في تعزيز المكانة الحضارية للدولة، والتعريف بتراثها وعمقها التاريخي، وإبراز قيم الكرم والضيافة التي يتميز بها المجتمع السعودي.

تكامل الأدوار
نجاح  السياحة  لا يقوم على قطاع واحد فقط، بل على تكامل الجهود بين الوزارات والهيئات والقطاع الخاص، في منظومة تعكس الشراكة الوطنية في تحقيق التنمية. هذا التكامل يصنع تجربة سياحية متكاملة، تجمع بين الخدمة الراقية والتنمية المستدامة.

و يبقى القطاع السياحي أحد الأعمدة الرئيسة التي تدعم الاقتصاد، وتبني جسوراً للتواصل الحضاري، وتفتح آفاقاً جديدة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وانفتاحاً .