بقلم: سعيد بن عبدالله الزهراني

في السنوات الأخيرة، شهدت منطقة الباحة نهضة سياحية سريعة ومختلفة في شتى المجالات، اللافت مع هذا التطور والتقدم قيام الكثير من الأهالي بمواكبة هذا الحراك من خلال تحويل مزارعهم الى مناطق للجذب السياحي لاستقطاب الزوار في بيئة تتكامل فيها المناظر الطبيعية والأجواء الجميلة والخدمات المتنوعة، وتم التركيز على توفير المتطلبات التي يحتاجها السياح أثناء تواجدهم في تلك المواقع.

لقد أصبحت السياحة الريفية من أهم المقومات السياحية في المنطقة والتي تعتبر أحد الأذرع المهمة في زيادة الإقبال على السياحة المحلية في المنطقة، وحرص كبير من أبناء وبنات المنطقة المقيمين خارجها على التمتع بإجازاتهم في مسقط الرأس بعد التحول الكبير في الخدمات، وتعدد الوجهات السياحية من غابات ومنتزهات وحدائق ونزل ريفية ومزارع سياحية وغيرها.

السياحة المحلية في الباحة ساهمت في عودة أبناء وبنات المنطقة الى ماكان عليه أهل المنطقة قبل عقود من خلال ممارسة العمل الحر في خدمة الزوار عبر المشاركة في عجلة الإنتاج والقيام بممارسة العديد من المهن بشكل واضح ملموس، مثل إعداد الأطعمة الشعبية والعمل في الكافيهات، وبيع الفواكة والخضروات والسمن والعسل، وغيرها من الأعمال التي ساهمت في إيجاد مصدر دخل ممتاز للكثير من الفئات نتيجة الحراك السياحي ورمي ثقافة العيب من العمل الحر وراء الظهر.

لقد اثبت أبناء وبنات الباحة قدرتهم على ممارسة العمل الحر في مختلف المجالات، إدراكا منهم أن العمل الحر مصنع مهم في إثراء تجاربهم وخبراتهم، ومصدر من مصادر الدخل، بعد أن كانت العديد من تلك الأعمال تتم بأيدي العمالة الوافدة .

إن هذه الفرص التي أتيحت لأبناء وبنات الوطن في ممارسة العمل الحر، ستكون خارطة طريق في المستقبل لتعويد النشء على العمل بمهنية احترافية وتعويدهم على العمل المهني والتجاري، وعدم الاعتماد على العمالة في شؤون الحياة، وهو مايعكس أهمية الاستفادة من فرص العمل الحر في مختلف المجالات.

قد تكون ثقافة" العيب" من الأعمال الحرة والمهنية في وقت مضى هي التي حالت بين استفادة الشباب والفتيات من مئات الفرص العملية في الحياة، لكنها كسرت واصبحنا نرى الشباب والفتيات والأسر المنتجة يتسابقون في ميدان العمل لخدمة ضيوفهم من الزوار والسياح..

أجزم أن منطقة الباحة ستكون في مصاف المناطق التي ترسخ مفهوم العمل الحر بشكل إحترافي.