الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٦ يوليو-٢٠٢٥       10615

أكد المستشار الإعلامي رئيس تحرير صحيفة النهار السعودية عبدالله الكناني، أن الصحف الإلكترونيَّة استطاعت تجاوز الصحف الورقيَّة من حيث الانتشار، وسرعة الوصول، والتفاعل اللحظي، مستفيدة من التحوُّل الرقمي، وتزايد اعتماد الجمهور على الهواتف الذكيَّة، ومنصَّات التواصل، لكن هذا التفوُّق الكمي لا يعني بالضرورة تفوُّقًا نوعيًّا.

وأوضح في تصريحات للصحفي  عبدالله المالكي  نشرت بصحيفة "المدينة" السعودية ، أن الصحف الورقيَّة، ولاسيَّما التابعة للمؤسسات الصحفيَّة الكبرى، ما زالت تحتفظ بميزة العمق التحريري، والانضباط المهني، والبنية المؤسسيَّة المتكاملة من حيث القدرات والكفاءات.

وأضاف أن الصحف الإلكترونيَّة تقدم الخبر أوَّلًا، لكن الورقيَّة أكثر قدرة على تحليل الحدث وربطه بسياقه ومتابعة أبعاده وتداعياته، مما يجعل بعضها أقرب إلى منصات تحليل ورأي لا مجرد أدوات لنقل الأخبار.

وأوضح الكناني أن من أبرز الإشكاليات التي تُضعف صورة بعض الصحافة الإلكترونيَّة فتح الباب أمام من يسعون للظهور، أو لاكتساب صفة اعتباريَّة «صحفي»، دون أن يمروا بمرحلة تأسيس وتأهيل مهني حقيقي.

وبيّن أن الصحافة ليست مجرد وسيلة نشر، بل منظومة معرفيَّة ومهاريَّة تتطلب التمكن من تحرير الخبر، وصياغة العنوان، وضبط اللغة، والالتزام بأخلاقيات المهنة.

وأعرب عن أسفه لتحول الصحفي في كثير من الممارسات الحالية إلى وسيط أخبار للعلاقات العامة أو صائغ بيانات اتصال مؤسسي عن بعد، مما يفقد العمل الإعلامي جوهره المهني.

ورأى أن غياب التأهيل الصحفي يجعل المنصة الإعلامية أقرب إلى مساحة للنشر الترويجي أو السطحي، ويفقدها ثقة المتلقي واهتمام الجمهور.

وشدد على وجود خلل تنظيمي واضح يستدعي مراجعة عاجلة، مؤكداً أنه لا يصح منح صفة «صحفي» لمجرد وجود خطاب تعيين دون التحقق من الكفاءة المهنية والمهارات الأساسية للممارسة الصحفية.