الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٨:٤٣ ص-٢٦ يونيو-٢٠٢٥       11825

شهد المسجد الحرام ليلة غرة محرّم مشهدًا مهيبًا شارك فيه ذوو شهداء الواجب في مراسم استبدال كسوة الكعبة المشرفة، حيث تجلّت معاني الوفاء والاعتزاز بتضحيات أبطال الوطن الذين قدّموا أرواحهم فداءً للأمن والسلام.

تأتي هذه المشاركة امتدادًا لمسيرة الوفاء التي تتبنّاها المملكة العربية السعودية، والتي تعكس قيم الشرف والاعتزاز بأسر الشهداء، مؤكدة أن دماءهم الطاهرة لم تذهب سدى، وأن خدمة المقدسات ليست مجرد عمل اعتيادي، بل تتجاوز ذلك لتشمل إشراكهم في أبهى وأقدس المناسبات.

بدأت مراسم تبديل الكسوة عند الساعة الحادية عشرة من ليلة غرة محرّم، وسط أجواء روحانية تخالطها خشوع القلوب، حيث وقف أبناء الشهداء بفخر وإجلال قرب أستار الكعبة، مرتدين الزي الرسمي، مشاركين في لحظة تعبر عن عمق انتمائهم ووفائهم.

الكسوة الجديدة، التي صُنعت بخيوط من الحرير والذهب والفضة في مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة، ليست مجرد قطعة قماش، بل رمز حي لهيبة الكعبة ومكانتها، وتحمل رسالة تقدير من المملكة لأرواح الشهداء ولعائلاتهم.

عبّر عدد من أبناء الشهداء عن فخرهم واعتزازهم وهم يلمسون أستار بيت الله الحرام، مؤكدين أن مشاركتهم كانت رسالة حب ووفاء لكل شهيد ضحى بحياته من أجل الوطن.

هذا التكريم ليس إجراءً شكليًا، بل رسالة واضحة إلى العالم بأن المملكة العربية السعودية تقف بقوة مع أبنائها، وتكرم دماءهم الطاهرة، وتمنحهم شرف القرب من أطهر بقعة على وجه الأرض.

في الختام، تبقى هذه المشاركة دليلًا ساطعًا على أن الوفاء حق، وأن مكانة الشهداء وأسرهم محفوظة في قلوب القيادة والشعب، وهم أهل لكل تقدير واحترام في هذا الوطن المبارك، الذي لم يدخر جهدًا في رسم أسمى صور العرفان.