

في خطوة تعد الأولى من نوعها، دخل المنتخب السعودي غمار بطولة الكأس الذهبية المقامة في الولايات المتحدة وكندا، ضيفًا مدعوًا من اتحاد الكونكاكاف، ليكتب فصلاً جديدًا من حضوره القاري والدولي. حضور لم يكن رمزيًا على الإطلاق، بل جاء مفعمًا بالحيوية والعزم، عاكسًا طموحات الجيل الجديد بقيادة الفرنسي هيرفي رينارد.
استهل "الأخضر" مشواره بفوز ثمين على منتخب هايتي، سجله جاء من ركلة جزاء ترجمها القائد صالح الشهري بثقة. ورغم أن التحدي الثاني جاء أصعب أمام صاحب الأرض والجمهور، منتخب الولايات المتحدة، إلا أن المنتخب السعودي خرج مرفوع الرأس بعد أداء منظم، خسره بصعوبة بهدف وحيد جاء بعد أكثر من ساعة من الصمود.
وعلى الرغم من هذه الهزيمة، لا تزال حظوظ التأهل قائمة بقوة. الأخضر يحتل المركز الثاني في مجموعته، ويكفيه تحقيق الانتصار في لقائه القادم أمام ترينيداد وتوباغو لضمان عبور الدور الأول. وهو ما يبدو ممكنًا بالنظر إلى ما قدمه اللاعبون من التزام تكتيكي وروح قتالية، خاصة في ظل غياب عناصر الخبرة المرتبطة بنادي الهلال لانشغالهم في مونديال الأندية.
مباراة السعودية القادمة تُعد مفصلية، إذ ستجمعها بترينيداد وتوباغو في مدينة لاس فيغاس، في ملعب أليجنت الذي ينتظر نزالًا لا يخلو من التوتر والحسابات الدقيقة. فالفوز فيها لا يعني فقط التأهل، بل إثبات قدرة المنتخب على الذهاب بعيدًا في البطولة رغم قصر فترة الإعداد وظروف الغيابات.
بطموح الشباب، ودهاء المدرب، ومساندة الجماهير، يواصل "الأخضر" رحلته في الأراضي الأمريكية، مؤكدًا أن دعوته لهذه البطولة لم تكن مجاملة، بل تقديرًا لمكانته الكروية المتنامية في ساحة كرة القدم العالمية.

