إيمان حماد الحماد

١٠:٥٤ ص-٠٨ يونيو-٢٠٢٥

الكاتب : إيمان حماد الحماد
التاريخ: ١٠:٥٤ ص-٠٨ يونيو-٢٠٢٥       10615

بقلم- د.إيمان حماد الحماد
بنت النور

مساحة للراحة، حيث يحتوينا النور تحت جناحه، ويستقبلنا اليوم في بدء صباحه، وينهبنا له الديك عند صياحه، وكأن الشمس أشرقت لتهدهد القلب وتداوي جراحه، وتطبطب على الروح، فيعلن الشخص ارتياحه..

نمحو بنعمة النسيان، ما كان من ألم طال اجتياحه، وكأنه أسر النفس والعمر استباحة، فجاء الفجر وأعطانا قوة لكفاحه، وأمدنا بالرضا فكان للمؤمن سلاحه، والقناعة التي أضحت درعه ووشاحه..

فما انتشر الضوء إلا وقد نال كل امرء نصيبه من أرزاق الفجر التي توزعت، وامتلأ قلبه نورا من أشعة النور التي امتدت، وفاضت سلالة من ثمار الرضا التي أزهرت في الروح حتى نمت وتنامت وأثمرت، فسَقَت و رَوَت وأطعمت، وهي أيضا لم تهمل الجسد من غذائه، فقد أعطت من الخير الوفير حتى أشبعت، وأمدّت الجسم بما يحتاجه من قوة وطاقة، كانت له كدوائه، حتى جددت نشاطه وللخلايا حركت، حتى الدماء بعروقها جرت، والدائرة التي تدورها اكتملت...

تلك هي فضائل الفجر وسكونه...

وخمائله التي أحسن فيها ظنونه...

فكان به من عرف كيف يكونه...

واستشعر قيمته من بدا فيه عشقه وجنونه...

فاحرص عليه ولا تضعه، فإن فقدت سكونه فأنت بالحقيقة تخونه...