








بدأ حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح اليوم الأربعاء الثامن من شهر ذي الحجة، التوافد إلى صعيد مشعر منى لقضاء يوم التروية، إيذانًا ببدء مناسك الحج لهذا العام، وسط أجواء إيمانية يملؤها الخشوع والطمأنينة، وتنظيم غير مسبوق قادته منظومة متكاملة من الجهات الحكومية.
وأعلنت المديرية العامة للجوازات أن إجمالي عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة بلغ حتى مساء أمس نحو مليون ونصف المليون حاج، في حين يتواصل توافد الحجاج من داخل المملكة عبر حملات معتمدة وهيئات تنظيمية تعمل وفق خطط محكمة.
ويشهد موسم هذا العام تحولًا نوعيًا في أساليب التنظيم والإدارة، إذ تم لأول مرة إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة ضمن منظومة الإنقاذ والاستجابة السريعة، ما يعزز من قدرة الفرق الميدانية على مراقبة الحشود والتدخل الفوري عند الحاجة، كما تم إصدار تشريعات جديدة لإدارة الحشود ورفع كفاءة التنقل بين المشاعر.
وأوضحت الجهات المعنية أن هذه التقنيات أسهمت في تحسين جودة الخدمات المقدمة للحجاج، لا سيما في الجوانب الأمنية والطبية واللوجستية، حيث تعمل الفرق المتخصصة على مدار الساعة لضمان راحة ضيوف الرحمن وسلامتهم.
ويُعدّ يوم التروية من الأيام المهمة في الحج، حيث يبيت الحجاج في منى اقتداءً بسنة النبي محمد ﷺ، استعدادًا للصعود إلى عرفات يوم غد، الذي يُعد ركن الحج الأعظم.
وتعيش المشاعر المقدسة هذه الأيام روحانية فريدة تتجلى فيها معاني التوحيد والمساواة، حيث يقف الملايين من شتى بقاع الأرض على صعيد واحد، في مشهد مهيب يُجسد وحدة المسلمين وتفانيهم في طاعة الله، وسط جهود عظيمة تبذلها حكومة المملكة لضمان أداء المناسك بيسر وأمان.

