النهار - حسن القبيسي

في موسم يُصنّف ضمن الأعظم في تاريخ نادي  برشلونة  الحديث، أعلن  برشلونة  عن عودته القوية إلى الواجهة، متوجًا بلقب الدوري الإسباني للمرة الـ28 في تاريخه، ومحققًا أرقامًا هجومية غير مسبوقة بقيادة المدير الفني الألماني هانزي فليك. حيث قدم موسمٌ جمع بين الإبداع الهجومي، الصلابة الذهنية، وتألق المواهب الشابة، ليؤكد أن المشروع الكتالوني يسير بخطى ثابتة نحو المجد المحلي والأوروبي.

 لقب مستحق وهيمنة محلية
برشلونة حسم اللقب رسميًا قبل جولتين من نهاية الليغا، بعد فوزه الثمين على إسبانيول بنتيجة 2-0 في الجولة 36. ولم يكن هذا اللقب مجرد تتويج رقمي، بل تتويج لفريق تفوق هجوميًا ودفاعيًا على جميع منافسيه، أبرزهم الغريم التقليدي ريال مدريد.

 سيطرة مطلقة على الكلاسيكو
للمرة الأولى في تاريخه، فاز  برشلونة  بجميع مواجهاته ضد ريال مدريد في موسم شهد 4 مباريات كلاسيكو:

4-0 في البرنابيو (الدوري)

5-2 (نهائي كأس السوبر)

3-2 (نهائي كأس الملك)

4-3 (إياب الدوري بعد تأخر 0-2)

 ماكينة أهداف لا ترحم
تحت قيادة فليك، تحوّل  برشلونة  إلى آلة تهديفية مرعبة حيث سجل
169 هدفًا في جميع المسابقات  وهو أعلى رقم في أوروبا ، وفي الدوري اﻹسباني سجل 97 هدفاً في 36 مباراة حتى اﻵن.

 وفي مقارنة فارق اﻷهداف مع غريمه ريال مدريد نجد  برشلونة  +61، مقارنة بـ +36 لريال مدريد.

و سجل الفريق 4 أهداف أو أكثر في 23 مباراة، منها 12 مرة في الليغا.

و من بين الانتصارات الساحقةالتي حققها  برشلونة  في الموسم الحالي :

الفوز 7-0 على بلد الوليد

الانتصار 7-1 على فالنسيا

 شباب يكتبون التاريخ
من أبرز ما ميّز موسم  برشلونة  الحالي هو التألق اللافت لنجومه الشبان، وفي مقدمتهم الموهبة الاستثنائية لامين يامال (17 عامًا):

 حيث قدم 13 تمريرة حاسمة وهي الأعلى في الليغا.
و قام ب 149 مراوغة ناجحة يتصدر الدوري بفارق شاسع.
ويعتبر أصغر هداف في تاريخ الكلاسيكو بعد تسجيله في البرنابيو بعمر 17 عامًا و105 أيام.

ويُضاف إلى ذلك جيل ذهبي لم يتجاوز معظمهم سن 23 عامًا، يضم: بيدري، باو كوبارسي، فيرمين لوبيز، بالدي، جافي، أنسو فاتي، بابلو توري، ومارك كاسادو.

 تألق فردي في خدمة الجماعة
رافينيا (28 عامًا): سجل 34 هدفًا في جميع البطولات، بينها 18 في الليغا، و5 في شباك ريال مدريد.

روبرت ليفاندوفسكي (36 عامًا): 40 هدفًا في الموسم، 25 منها في الدوري، في موسم هو الأفضل له منذ مغادرة بايرن ميونخ.
بيدري: ركيزة وسط الملعب وصانع إيقاع الفريق.

 فليك يصنع الثورة
منذ لحظة توليه المهمة، زرع هانزي فليك روحًا جديدة في الفريق، تعتمد على الضغط العالي، التحولات
السريعة، والانضباط التكتيكي. وتمكن من قيادة  برشلونة  إلى تسجيل أرقام مميزة منها:

أسرع 100 هدف مع الفريق في 32 مباراة، كثاني أسرع مدرب يصل لهذا الرقم بعد هيلينيو هيريرا.

الفوز على جميع المنافسين الكبار محليًا.

إعادة إشعال روح "التيكي-تاكا" لكن بأسلوب عصري أكثر مباشرةً وفتكًا.

 الخلاصة
موسم 2024-2025 أعاد  برشلونة  إلى قمّة الكرة الإسبانية، لكن الأهم أنه مهّد الطريق لفترة قادمة مملوءة بالألقاب، مع توليفة نادرة تجمع بين الخبرة والشباب، وبين الجمال الكروي والنتائج. فهل تكون العودة الحقيقية إلى المجد الأوروبي في الموسم المقبل؟