منى يوسف حمدان الغامدي

١٠:١٦ م-١٤ مايو-٢٠٢٥

الكاتب : منى يوسف حمدان الغامدي
التاريخ: ١٠:١٦ م-١٤ مايو-٢٠٢٥       13970

بقلم: منى يوسف الغامدي

 التاريخ يُكتب من جديد في العاصمة الرياض، منذ إعلان البيت الأبيض عن وجهة الزيارة الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الثانية بأنها ستكون السعودية؛ والعالم يترقب هذه الزيارة التاريخية التي لن تكون عادية، ليعطي رسالة للعالم بأن السعودية هي الشريك الاستراتيجي الأقوى والأهم في العالم، وعدد المرافقين للرئيس الأمريكي من النخبة من السياسيين ورجال المال والأعمال لم يحدث من قبل في أي زيارة؛ وفي هذا دلالة عميقة على أهمية ما سيتم وما سيكون من تعاون مشترك واتفاقات وعقود واستثمارات مليارية لا تكون إلا مع السعودية المحرك الأقوى للمشهد السياسي اليوم بحكمة ورجاحة عقل وهدوء وفكر قيادي عميق يضرب جذوره في تاريخ الدولة السعودية.

كلمة ترامب في منتدى الاستثمار رُصدت من كل وسائل الإعلام وكانت ملامحه ولغة جسده ونبرة صوته تعبر عن الامتنان والانبهار والحب الكبير لسيدي ولي العهد  الأمير محمد بن سلمان  وإيمانه العميق بدوره القيادي وإمكاناته التي بهرت العالم في إحداث التغيير لوطنه في فترة زمنية قصيرة في عمر الحضارات البشرية.

توقفت عند كلمة ترامب بأنه لم ير في حياته مثل هذه المنجزات وبهوية سعودية لا تشبه أحد وباعتزاز تام بالتراث والقيم السعودية.

في كلماته للتاريخ يقول :(لن أرفض لسمو ولي العهد الأمير محمد أي طلب)، وكانت اللحظة التي انتظرها الكل وأولهم سيدي ولي العهد الذي بقرحته رقصت قلوبنا معها عندما أعلن ترامب عن رفع العقوبات عن سوريا حتى أصبح لردة فعله  وحركة يديه مثار إعجاب شعب سوريا بأكمله ليتصدر المشهد الإعلامي؛ ولا يمكن أن تقلد شخصا في حركاته ومشيته وكل تصرفاته إلا وقد بلغ منك مبلغا من الحب والمكانة الرفيعة التي لم يصل إليها أحد؛ وصدقا ما قاله ترامب : (محمد لا يشبهه أحد ولا مثيل له) .

من هنا يعلن ترامب أن الشرق الأوسط سيكون مركزا اقتصاديا مزدهرا بالعمل معا، في كلمات سمو ولي العهد إشارة إلى عمق العلاقة القوية التي تربط بين البلدين امتدت لما يقارب 92 عاما منذ امتياز التنقيب عن البترول للشركات الأمريكية في عهد الملك عبد العزيز المؤسس طيب الله ثراه الذي أجد روحه وإيمانه العميق بأن هذه الأرض تحمل كنوزا عظيمة؛ وليس بالنفط وحده تبنى الحضارات بل بهمة شعب عظيم ودعم قيادة تعرف جيدا استثمار قدراتها وإمكاناتها وتعطي ثقتها لمن يستحق ليترجم حبه وانتمائه لوطنه بمنجزات حقيقية تكتب بماء الذهب وترصع بالألماس والأحجار الكريمة النفيسة على كوكب الأرض.

في مشهد تناقلته وسائل الإعلام بعناية فائقة وقوف الرئيس التنفيذي لشركة الدرعية (جيري انزيريلو)طويلا مع الرئيس ترامب وقدم له مجموعة من التصاميم التي نالت اهتمام الرئيس الأمريكي واحتفظ بها حتى إذا جاء موعد زيارة الدرعية ليلا من المؤكد أن سحر المكان وروعته أخذت من عقل وفكر وروح من يزورها الشيء الكثير.

محمد بن سلمان ولي العهد اسمه حُفر في ذاكرة التاريخ وأصبح محط اهتمام العالم بأسره، ونحن هنا في السعودية يحق لنا أن نتحدث عنه ونسطر في منجزاته المؤلفات، ونعقد الجلسات لتدارس شخصيته القيادية الجديدة التي لم تكتب في علم القيادة من قبل وهذه حقيقة يصدقها شهادة الخبراء في كل أنحاء العالم.

القائد الهمام الذي تحركه همته العالية ورغبته الأكيدة في التميز بين الأمم والذي يسعى جاهداً لعلو شأن أمته ونشر السلام والأمن في كل بقعة من الأرض حري برئيس أمريكا أن يسأله هل تعرف أن تنام ليلا ؟ وهذا السؤال يطرح عادة عند ابداء الإعجاب بالمخرج الذي يفوق كل التوقعات.

في عصر  يتسم بالتسارع وفي أقل من ثمان وأربعون ساعة أحداث للتاريخ تحققت على أرض السلام في العاصمة الرياض ثلاث قمم (قمة سعودية أمريكية- قمة خليجية أمريكية - ولقاء تاريخي بين الرئيس ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

كل ما يحدث اليوم يؤكد على أن الأفعال التي ترصد بلغة الأرقام والمؤشرات خير من ألف كلمة تقال، في كل خطوة يخطوها سمو ولي العهد تزداد مكانة السعودية كمحرك رئيسي للأحداث في العالم ونفوذ كبير على كافة الأصعدة مع قائد يفهم التحديات ويصنع المستقبل بحكمة ورويّة وفق رؤية محكمة تنسج خيوطها بماء الذهب الصافي.

طريق النجاح الذي سلكه محمد بن سلمان لم يكن ممهدا ولا سهلا ولم يأتي صدفة بل بجهد كبير وايمان عميق بما نمتلكه من إمكانات مادية وبشرية وعقول تعرف جيدا كيف تفكر لمصلحة وطن له عمق تاريخي وإرث حضاري ممتد عبر السنين، تسع سنوات عمر رؤية وطن أحدثت نقلة نوعية في حياتنا وأبهرت العالم بهذا المخزون من الإبداع السعودي منقطع النظير.…