كلمة النهار السعودية 

في كل زاوية من زوايا الوطن، وفي كل قلب ينبض بحب هذا البلد الطاهر، يظل  يوم العلم السعودي  مناسبة عظيمة تتجلى فيها مشاعر الفخر والانتماء. يومٌ نرفع فيه الراية عالية، لا كرمزٍ فقط، بل كهويةٍ وكيانٍ متجذرٍ في الأرض، يحمل بين طياته تاريخًا طويلًا من العزّة، والأصالة، والتضحية.

الراية السعودية ليست مجرد قطعة قماش، بل هي صورة حية للوحدة الوطنية، والأمل الذي لا ينطفئ. لونها الأخضر يعبق بالأمل، وشعارها “لا إله إلا الله محمد رسول الله” يجسد التوحيد في أبهى معانيه، ويعكس قوة الإيمان التي تمثل حجر الزاوية في بناء هذا الوطن. الشهادتان التي تزين علمنا ليست مجرد كلمات، بل هي النبض الذي يسري في قلوب أبناء المملكة، ومنبع العزة التي لا تُقهر.

يوم العلم السعودي لا يقتصر على رفع الراية في السماء فقط، بل هو تذكير لنا جميعًا بتلك المسيرة الشجاعة التي بدأها الموحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – حين وحد هذا الوطن الكبير تحت راية الإسلام. 

اليوم، ونحن نرفع هذه الراية في يومها الوطني، نحن نُحيي ذكرى التضحيات العظيمة التي قدمها أجدادنا في سبيل بناء هذا الوطن، ونُعبر عن امتناننا العميق لرؤية الوطن في أجمل حالاته.

يوم العلم هو أيضًا مناسبة لتعزيز روح الانتماء في قلوب الأجيال الجديدة. 

من خلال هذه المناسبة، ننقل للأجيال القادمة الإرث العظيم الذي تركه الآباء، ونحثهم على أن يكونوا جزءًا من هذه المسيرة المستمرة من البناء والتقدم.

عندما نرفع علمنا، نحن نرفع معه كل القيم التي تأسس عليها هذا الوطن: العزة، والمجد، والإرادة، والوفاء. 

نحن نرفع علمًا يتناغم مع التاريخ، ويعكس الحاضر الذي نبنيه بكل جهد وإخلاص، ويرسم ملامح المستقبل الذي نسعى إلى تحقيقه من خلال الوحدة والعمل الجاد.

11مارس من كل عام هو  يوم العلم السعودي  هو أكثر من مجرد احتفال برفع الراية، بل هو فرصة لتجديد العهد بالوطن، وفرصة لتأكيد الالتزام بخدمة هذه الأرض الطيبة، واستمرار العمل على تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى جعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة في جميع المجالات.

إنه يومٌ يُحتفل فيه بكل فخر بعراقة الوطن وقوة وحدته. 

وعندما ينظر الإنسان إلى علم المملكة يرفرف عاليًا في سماء الوطن، يدرك أنه ليس فقط رمزًا للوحدة، بل هو رمزٌ للسلام، للعدالة، وللمستقبل الزاهر الذي نسعى جميعًا إلى تحقيقه.

اليوم، نحن نرفع علمنا عاليًا، ولن نسمح له أن ينحني أبدًا بعون الله تعالى وتوفيقه ،دام عزك ياوطن.