بقلم - عمير عبدالله العنزي
أبيتَ اللّعنَ كانت في زمانٍ
سلامٌ للملوك الأوّلينا
ونحنُ اليومَ في عيشٍ رغيدٍ
وأمنٍ في ظلالٍ آمنينا
شربنا الماءَ مجبولاً بطينٍ
بليلٍ زمهريرٍ جائعينا
لقد كنا الرعاةَ وفي قتالٍ
فنغزو جارَنا ممّا يلينا
حياةُ الغاب عشناها مراراً
نذودُ الخيل عنا عاجزينا
أناسٌ ننهبُ العجفاءَ ظهراً
وليلاً ننهبُ الجملَ السّمينا
وكم ثكلاءَ تبكي من فراقٍ
لفقدِ الآزرِ الحامي الظعينا
وكم صاحَت عجوزٌ بارتياعٍ
بفجرٍ كان مشؤوماً حزينا
فتنحبُ بابتئاسٍ من فجيعٍ
بفقدِ الأهل حامينَ القطينا
وكم خنساءَ تبكي من فراقٍ
تجذُّ الجيبَ قَد قصّت قرونا
فكم ناحَت بنجدٍ عيطموسٌ
بفقدِ الأخِّ أو تنعي الخدينا
فبِتنا نستغيثُ بكلّ شيخٍ
إمامٍ عادلٍ للمُسلمينا
فلبّى الصوتَ مشغوفاً بنصرٍ
يحثّ السّيرَ مشتاقاً حنونا
فنادى الفجرَ باسمِ الله أكبرْ
بِحُكمٍ للسعودِ الأكرمينا
أبا تركيِّ نوديَ من عرينٍ
بأنّا اليومَ نحنُ الحاكمونا
ملَكنا الأرض في حقٍّ وعدلٍ
وللبيتَينِ كنّا الخادمينا
ونوديِ في البلادِ بكلّ ركنٍ
أتانا الشّعبُ مِنها طائعينا
ملوكٌ سادَت الأرض استقرّت
بوادي حنيفةَ العليا قرونا
ورِثنا المجدَ مِن شيخٍ عظيمٍ
وآلَ المُلكُ شرعاً للبَنينا
أبا فهدٍ يورّثها فطاعَت
لهُ الأصقاعُ مُلكاً ما حيينا
إليه محمّدٌ من كلّ فجٍّ
ركاباً تنشد النّصرَ المبينا
وريثُ العرشِ لانرضى بديلاً
على نهجِ الأبوّةِ سائرونا
رفعنا الضّيْمَ عن أٍّخٍ ضعيفٍ
نصرناهُ وكنّا الفائزينا
وإنّا الفائزون بكلّ فخرٍ
مددنا الخيرَ كلّ العالمينا
وإنّا المنقذونَ بكلّ فخرٍ
عدا السّودانَ نادت أنجمينا
وإنّا المانحونَ بكلّ ثغرٍ
وكنّا قدوةً للمانحينا
وإنّا المسعفون لكلّ طفلٍ
صغيراً كان أو حتى الجنينا
ضربنا اليوم من نفث السمومَ
رديءَ الخلقِ مذموماً عطينا
فنحن اليوم أسيادٌ ثقاةٌ
درأنا الشامَ رجس الأعجمينا
