الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٧:٤٧ م-٢١ فبراير-٢٠٢٥       13090

بقلم-المستشار الدكتور سعود عقل 

يوم التأسيس، الذي يُحتفل به في 22 فبراير، يمثل إحدى اللحظات التاريخية التي تعكس عراقة المملكة العربية السعودية وتاريخها العريق، وعلى الرغم من أن هذا اليوم يرمز إلى التأسيس السياسي للدولة السعودية الأولى، إلا أنه يتقاطع مع رؤية السعودية الطموحة 2030، والتي تهدف إلى تطوير البلاد في جميع المجالات. وهذا المقال يستعرض أبرز الإنجازات التي حققتها المملكة في إطار رؤية 2030 اليوم.

لكن ما مدى  أهمية يوم التأسيس؟

هذا اليوم يعكس قيمة التراث والتاريخ في تشكيل الهوية الوطنية السعودية، ويخصص السعوديون هذا اليوم لتعزيز الروح الوطنية والشعور بالانتماء إلى الوطن، إذ يُعتبر  يوم التأسيس  رمزًا لوحدة المملكة، وتضحيات الأجداد من أجل بناء كيان قوي ومستقر. 

فكانت احتفالات  يوم التأسيس  في 2025

حيث تقوم العديد من الفعاليات المميزة  بمجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية والعلمية، وتشمل الاحتفالات:

ـ مهرجانات ثقافية: تنظم الفعاليات في مختلف مناطق المملكة، فتقام العروض الفلكلورية، والأسواق الشعبية، والمعارض الفنية التي تبرز التراث والثقافة السعودية.

ـ فعاليات تعليمية: إقامة ندوات وورش عمل تتحدث عن تاريخ المملكة وأهمية مؤسسيها، بالإضافة إلى كيفية تأثير هذا التاريخ في الحاضر والمستقبل.

عروض خاصة: تقوم هيئات حكومية وخاصة بتنظيم عروض موسيقية وفنية تتعلق بالتراث السعودي، وذلك لإبراز الهوية الثقافية للمملكة.

 مبادرات وطنية: من المتوقع إطلاق العديد من المبادرات التي تهدف لتعزيز العمل التطوعي وحب الوطن، مما يُساعد على تعزيز الانتماء والولاء لدى الشباب.

 فلو تأملنا بالهوية الوطنية في  يوم التأسيس  فهو لا يُعبر فقط عن تاريخ الدولة، بل يُعد فرصة للتأمل في الهوية الوطنية وكيفية تأثير القيم والإنجازات التاريخية على تطور المجتمع السعودي، إذ يتجه القائد والشعب نحو رؤية 2030، حيث يسعى الجميع إلى تحسين مستوى الحياة وزيادة الفرص الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وقد أُطلقت رؤية 2030 في عام 2016 برؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى التنويع الاقتصادي، وتقليل الاعتماد على النفط، وتعزيز نمط الحياة الحديثة، تهدف الرؤية إلى تحويل المملكة إلى نموذج رائد في جميع المجالات، مع التركيز على توفير حياة كريمة وسعيدة لكل مواطن.

أما الإنجازات الملحوظة منها: 

 التنمية الاقتصادية والتنويع الاقتصادي: شهدت المملكة تحولاً كبيرًا في هيكل الاقتصاد الوطني، تم تعزيز قطاعات السياحة، والتكنولوجيا، والتجارة الإلكترونية، وتطوير الصناعات المحلية.

  المشاريع الكبرى: تم إطلاق مشاريع ضخمة مثل "نيوم"، و"القدية"، و"مشروع البحر الأحمر"، التي تهدف إلى جذب السياح والمستثمرين وتعزيز التنمية الاقتصادية.

الاستثمار: تم تحسين بيئة الاستثمار بشكل كبير، مما دفع معدل الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الارتفاع وفتح مجالات جديدة للاستثمار.

التعليم والتدريب: 

- تطوير التعليم: تم تطوير المناهج التعليمية وتركيزها على التعليم التقني والمهني، كما تم إنشاء العديد من الجامعات والمؤسسات التعليمة التي تواكب تطورات العصر وتلبي احتياجات السوق.

ـ برامج التدريب المهني: أُسست برامج متخصصة تأهيلية بهدف رفع كفاءة العمل وتدريب الشباب السعودي على المهارات المطلوبة في سوق العمل، مما يسهم في توظيفهم.

ولو تحدثنا عن الصحة والرعاية الاجتماعية فمثلا: 

ـ تحسين الخدمات الصحية: تم رفع مستوى الخدمات الصحية وزيادة عدد المرافق الصحية وتطويرها، مما يعزز مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.

ـ الصحة النفسية: تم إدخال برامج متخصصة في مجال الصحة النفسية، ضمن استراتيجية شاملة لتعزيز الصحة العامة ورفاهية المواطنين.

 المرأة والشباب

 ـ تمكين المرأة: أُطلق العديد من المبادرات لدعم وتمكين المرأة في مختلف مجالات العمل والمشاركة في التنمية، مما يعكس التزام المملكة بحقوق المرأة.

 ـ فرص للشباب: تم تخصيص برامج لدعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع رواد الأعمال الشباب على تقديم أفكار جديدة والمساهمة في الاقتصاد الوطني.

  التنوع الثقافي والفني: 

 ـ الفعاليات الثقافية والفنية: شهدت المملكة تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والفنية مثل مهرجان "موسم الرياض" و"موسم جدة"، حيث تعزز هذه الفعاليات الفنون وتفاعل المواطنين مع الثقافات المختلفة.

 - الصناعات الثقافية والإبداعية: تم دعم الصناعات الثقافية والإبداعية كفنانين وفنانات في مختلف المجالات، مما يُعزز الهوية الثقافية والفنية للمملكة.

نأتي إلى الاستدامة والبيئة:

ـ المبادرات البيئية: أُطلقت العديد من المبادرات والمشاريع لحماية البيئة، مثل "مبادرة السعودية الخضراء"، التي تهدف إلى زراعة ملايين الأشجار وتقليل الانبعاثات الكربونية.

ـ الاستثمار في الطاقة المتجددة: تم التركيز على تطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بما يسهم في تحقيق الاستدامة المستقبلية.

ـ يمثل  يوم التأسيس  مناسبة تاريخية عظيمة للاحتفال بإنجازات المملكة وتجديد الهمة نحو تحقيق المزيد من الأهداف الطموحة في إطار رؤية 2030، إذ يعكس هذا اليوم التفاني والجهود التي بذلتها المملكة، ويحفز الأجيال الحالية والقادمة على مواصلة المسيرة نحو مستقبل مزدهر، إن رؤية 2030 ليست مجرد خطة عمل، بل هي إطار يؤكد التزام المملكة بالتنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي والاقتصادي، وبهذا تسعى المملكة إلى ترك إرثٍ عظيم للأجيال القادمة.حفظ الله  الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ، وأطال الله في اعمارهما بالخير والبركه.