

أفاد مراسل وكالة أنباء دنيا الأوزبكية أن رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف سيزور الكويت يومي 17 و18 فبراير/شباط بدعوة من أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وذكرت الخدمة الصحفية لرئيس أوزبكستان أنه خلال الزيارة إلى مدينة الكويت، ستجرى محادثات ثنائية رفيعة المستوى، إلى جانب لقاءات مع القيادة وأعضاء الحكومة ورؤساء الشركات الكويتية الرائدة وممثلي الهياكل المصرفية والمالية.
ومن المتوقع أن يتضمن جدول أعمال القمة المقبلة مناقشات حول مواصلة تطوير وتعميق علاقات الصداقة والشراكة المتعددة الأوجه بين أوزبكستان والكويت، فضلاً عن توسيع التعاون في المجالات الرئيسية مثل التجارة والابتكار والاستثمارات والتمويل والطاقة الخضراء والتعاون الصناعي والزراعة والنقل والخدمات اللوجستية والبنية التحتية والتخطيط الحضري والرعاية الصحية وغيرها.
كما سيركز الجانبان على توسيع التبادلات الثقافية والإنسانية والسياحية. بالإضافة إلى ذلك، سيتناول زعماء أوزبكستان والكويت الجوانب ذات الصلة بالسياسة الدولية والتعاون الإقليمي.
ومن المتوقع أن يتم في أعقاب المحادثات اعتماد حزمة من الوثائق والاتفاقيات المشتركة.
أوزبكستان – الكويت: مسار نحو توسيع التعاون
واعترفت الكويت رسميا باستقلال أوزبكستان في 30 ديسمبر 1991، وفي يوليو 1994 أقامت الدولتان علاقات دبلوماسية، مؤكدتين التزامهما المشترك بتعزيز الشراكة البناءة ذات المنفعة المتبادلة القائمة على المساواة واحترام مصالح كل منهما.
وقد أرست الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى إلى الكويت في عام 2004 وأوزباكستان في عام 2008 على التوالي الأساس المتين لتعزيز التعاون. وتعمل سفارة الكويت في أوزباكستان منذ عام 2001، في حين أنشأت أوزباكستان بعثتها الدبلوماسية في الكويت في عام 2004.
يشتمل الإطار القانوني والعقدي الذي يحكم العلاقات الثنائية حاليًا على 27 وثيقة.
وفي السنوات الأخيرة، شهدنا تكثيفًا ملحوظًا للتعاون الثنائي عبر مختلف القطاعات، بما في ذلك الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتعليم والثقافة. وتلتزم الدولتان بتعزيز شراكتهما، والبناء على المصالح المتبادلة المنفعة والعلاقات الودية التقليدية، فضلاً عن الروابط الروحية المتجذرة في الدين والقيم والتقاليد المشتركة.
الكويت شريك مهم لأوزباكستان في إطار العلاقات الدولية. وتعتبر الخبرة الكويتية في مجالات مثل الاقتصاد والتمويل والخدمات المصرفية والاستثمار والابتكار والتعليم وتطوير البنية الأساسية ذات قيمة خاصة. ويوفر التعاون مع الكويت فرصًا واسعة لتبادل المعرفة وأفضل الممارسات، وبالتالي تعزيز العلاقات الثنائية والتقدم المشترك على مسار التنمية المستدامة.
إن التعاون بين الدولتين في إطار المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية - آسيا الوسطى، من شأنه أن يسهل تنسيق المواقف بشأن القضايا الإقليمية والعالمية ذات الصلة. كما أنه يفتح آفاقاً جديدة لمزيد من تعميق التعاون المتعدد الأطراف.
يشمل التعاون رفيع المستوى بين أوزبكستان والكويت طيفًا واسعًا من العلاقات الثنائية. وتُعطى أهمية خاصة للتفاعل بين وزارتي خارجية البلدين، مما يساهم في تعزيز الحوار الدبلوماسي ويمهد الطريق لتوسيع وتنويع التعاون.
وفي عام 2024، عُقدت خمسة اجتماعات ومفاوضات بين وزيري خارجية أوزبكستان والكويت، بما في ذلك تلك التي عُقدت على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي والدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما شارك وفد برئاسة وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيى في الاجتماع الثاني لوزراء خارجية الحوار الاستراتيجي بين دول آسيا الوسطى ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي عقد في 15 أبريل 2024 في طشقند. وخلال الزيارة، استقبل رئيس أوزبكستان الوزير الكويتي.
بدوره، قام وزير خارجية أوزبكستان بزيارة الكويت في أغسطس 2024، حيث أجريت أيضًا مباحثات مثمرة.
وتشكل المشاورات السياسية المنتظمة التي تجريها وزارات الخارجية آلية مهمة للتعاون بين الوزارات.
لقد اكتسب التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري بين أوزبكستان والكويت زخمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. ولا شك أن البلدين يمتلكان الإمكانات الكافية لزيادة حجم التجارة بشكل كبير، وهما يعملان بنشاط لتحقيق هذا الهدف.
وشهد عام 2024 على وجه الخصوص نشاطاً غير مسبوق في التفاعل الاقتصادي، حيث شهد أكثر من 50 زيارة لممثلي الشركات والمؤسسات المالية الكويتية الكبيرة والمتوسطة الحجم إلى أوزبكستان، وشملت هذه الزيارات وفوداً من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وشركة "الخليج للتجارة العامة"، وشركة "بتروليوم ديناميكس"، وشركة "مجموعة التجارية"، وشركة "الشركة التجارية العقارية"، وشركة "رواسي الكويت القابضة"، وشركة "الكويت للاستثمار"، وشركة "مجموعة الجابر القابضة"، وشركة "بيومدكس الطبية"، وشركة "أدفانس ميديكال جيرماني"، وشركة "كامكو للاستثمار"، وشركة "الكندري للتجارة العامة"، وشركة "يونيك جودز"، وشركة "زينيث بيزنس سوليوشن"، وشركة "جولدن كاربت"، وشركة "المواشي"، وغيرها من الشركات.
شارك السيد يوسف العلي، رئيس شركة "الكويت للاستثمار" (KIC)، والسيد إياد صالح، الرئيس التنفيذي لشركة "الخليج للتجارة العامة"، في منتدى طشقند الدولي الثالث للاستثمار، الذي عقد يومي 2 و3 مايو 2024.
كما مثل الكويت مسؤولون تنفيذيون كبار من شركة "جلف كير للتجارة العامة"، وشركة "بيوميديكس ميديكال جروب"، وشركة "أدفانسد ميديكال جيرماني كو"، في منتدى الأعمال "كشكادريا إنفست 2024" الذي عقد في كارشي في نوفمبر الماضي.
وقد حققت المنتديات والمعارض التجارية "صنع في أوزبكستان"، التي أقيمت في الكويت خلال شهري مايو وأغسطس 2024، نجاحًا كبيرًا. وعلاوة على ذلك، زارت وفود من أوزبكستان - بقيادة وزارة الاستثمار والصناعة والتجارة، ولجنة تطوير صناعة دودة القز والصوف، والمجلس العام لدعم ريادة الأعمال التابع لرئيس أوزبكستان، والذي يضم أكثر من 100 رائد أعمال أوزبكي - الكويت للمشاركة في مناقشات مثمرة.
استضافت طشقند الدورة الافتتاحية للجنة الحكومية المشتركة الأوزبكية الكويتية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني في عام 2024، بوفد من الكويت برئاسة السيدة نورا الفصام، وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار في الكويت.
وكان التطور الرئيسي في التجارة الثنائية في عام 2024 هو أول تصدير لأوزبكستان لأكثر من 20 طنًا متريًا من الفواكه والخضروات الطازجة إلى الكويت، مما يمثل خطوة أولية نحو توسيع العلاقات التجارية. مهدت المشاركة النشطة للشركات الأوزبكية في "معرض الكويت الدولي للأغذية الزراعية"، الذي أقيم في مدينة الكويت يومي 15 و16 ديسمبر 2024، الطريق لتوسيع صادرات المنتجات الأوزبكية إلى السوق الكويتية.
وفي مجال الاستثمار، بدأت المفاوضات في عام 2024 مع شركة "مجموعة شركات فؤاد الغانم وأولاده" الكويتية بشأن مشاريع مشتركة بقيمة 640 مليون دولار أمريكي لبناء محطات الطاقة الكهرومائية في منطقة بستانليك وخمسة مشاريع بقيمة 50 مليون دولار أمريكي لتوفير مياه الشرب لخمس مناطق في أوزبكستان.
ويتواصل التعاون النشط مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وبفضل القروض الميسرة التي تقدمها الكويت، يتم تنفيذ مشاريع اجتماعية واسعة النطاق في أوزبكستان في مجالات الرعاية الصحية والتعليم وقطاعات البنية الأساسية المختلفة.
منذ عام 2000، وبمشاركة الصندوق، تم تنفيذ 10 مشاريع بقيمة إجمالية قدرها 210 مليون دولار أمريكي في أوزبكستان في مجال البنية التحتية والبناء والرعاية الصحية، وتم إبرام اتفاقية بشأن تقديم المساعدة الفنية بمبلغ 500 ألف دولار أمريكي.
ومن المهم الإشارة إلى أن حكومة الكويت قدمت مساعدات مالية لتجهيز مجمع الإمام البخاري التذكاري في سمرقند، ومؤسسة "حضرة الإمام"، وبناء وتجهيز المبنى الجديد للأكاديمية الإسلامية الدولية في أوزبكستان، وحوسبة 50 فصلاً دراسياً، وتوفير المعدات للمرافق الطبية في جمهوريتنا.
كما قام جراحون من العيادات الكويتية التابعة لشركة الخليج للتجارة العامة بإجراء ثلاثين عملية جراحية في القلب مجاناً للأطفال الصغار في المرافق الطبية بمنطقة فرغانة في يناير 2024 كنوع من المساعدات الخيرية.
تتجلى الروابط التاريخية والروحية القوية التي تتطور بين أوزبكستان والكويت في التعاون النشط في مجالات الثقافة والتعليم. تولي الدولتان أهمية خاصة للحفاظ على التراث الإسلامي ونشره ودراسته ونقله إلى الأجيال القادمة.
يشكل التبادل الثقافي بين البلدين جسراً مهماً للتفاهم المتبادل. وتُقام المعارض والمؤتمرات والمهرجانات المشتركة بانتظام، مما يبرز ثراء التقاليد والفنون والأدب لدى الشعبين. ويولي الجانبان اهتماماً خاصاً للتعاون في دراسة الثقافة الإسلامية والآثار التاريخية وتراث المخطوطات، مما يفتح فرصاً جديدة للتعاون البحثي والأكاديمي.
ويتم في هذا المجال تنظيم زيارات متبادلة لممثلي المجتمعات العلمية في كلا البلدين، إلى جانب مشاركتهم في مختلف الفعاليات الدولية والثقافية والتعليمية التي تقام في أوزبكستان والكويت.
على سبيل المثال، يشارك الفنانون الكويتيون بانتظام في مهرجان "شرق تارونالاري" الدولي للموسيقى الذي يقام في سمرقند.
كما شارك ممثلون من أوزبكستان بدورهم في المعارض الدولية للفنون التطبيقية في الكويت، بما في ذلك "الفن الإسلامي"، ومعارض الملابس النسائية، والمؤتمر الدولي "المرأة والصحة".
وفي عام 2024، شارك ممثلو الكويت في منتدى المرأة الآسيوية الذي عقد في سمرقند تحت عنوان "النهج الإقليمي للتوسع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لحقوق المرأة وفرصها"، والدورة الثانية عشرة للمؤتمر الإسلامي لوزراء السياحة في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في خيوة، وأولمبياد أبو علي بن سينو الدولي للبيولوجيا في بخارى، ومهرجان الشباب العالمي الذي عقد في مناطق سمرقند وبخارى وجيزاز وخوارزم ومدينة طشقند، و"الندوة العلمية السنوية لشركة ليبتيس للأدوية" التي عقدت في طشقند، و"قمة الشحن الجوي في آسيا الوسطى" في طشقند.
ويتضح مما سبق أن أوزبكستان والكويت أرستا أسساً سليمة لمزيد من تطوير وتعزيز العلاقات في مجالات جديدة، وحققتا نجاحات كبيرة في عدة مجالات، وهما مستعدتان لمواصلة إطلاق العنان للإمكانات الهائلة القائمة لزيادة التعاون ذي المنفعة المتبادلة.
ولا شك أن الزيارة الرسمية المقبلة لرئيس دولتنا إلى الكويت ستعطي دفعة إضافية لتعميق التفاعل الثنائي وتوسيع العلاقات الاقتصادية والإنسانية، وستساهم في دفع الشراكة إلى مستوى جديد

