الكاتب :
التاريخ: ١٢:٢٤ ص-٠٩ يونيو-٢٠٢٣       20735

 

الأمانة العامة - الدمام
صرح معالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن مشروع الربط الكهربائي مع شبكة جنوب جمهورية العراق يعد من أهم مشروعات ربط البُنى الأساسية بين دول المجلس، ويهدف إلى مواجهة فقدان القدرة على التوليد في الحالات الطارئة، وتخفيض احتياطيات التوليد في دول المجلس وتخفيض الانبعاثات الكربونية، وتخفيض تكاليف إنشاء شبكات الألياف البصرية، وتوفير أسس تبادل وتجارة الطاقة الكهربائية بين دول المجلس بما يخدم النواحي الاقتصادية، ويدعم موثوقية الإمداد الكهربائي والتعامل مع الأزمات الطارئة.   
 
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها معاليه بمناسبة حفل تدشين مشروع الربط الكهربائي مع جمهورية العراق، اليوم الخميس الموافق 8 يونيو 2023م، في مدينة الدمام، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وزير الطاقة بالمملكة العربية السعودية، ورعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، أمير المنطقة الشرقية.
 
وفي بداية كلمته رفع معالي الأمين العام إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله ورعاهما-، أصدق مشاعر التقدير والامتنان، لما تبذله المملكة العربية السعودية من جهود مخلصة وعمل دؤوب لتعزيز مسيرة مجلس التعاون المباركة، ولما يلقاه العمل الخليجي المشترك من لدُن المقام السامي، والحكومة الموقرة من دعم ومساندة واهتمام. وقدم معالي الأمين العام الشكر والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة الشرقية، على رعايته وتشريفه حفل البدء بتنفيذ مشروع الربط الكهربائي الخليجي مع شبكة جنوب جمهورية العراق.
 
وقال معالي الأمين العام خلال كلمته بأن مشروع الربط الكهربائي يعكس نجاحات المشاريع التكاملية التي قامت بين دول المجلس، وما وصل إليه التعاون بين دول المجلس، وكل ذلك بفضل الله عز وجل ثم بفضل التوجيهات الكريمة من لدن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم-، من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات لخدمة مسيرة التقدم والنماء في دول المجلس، وبما يحقق آمال وتطلعات مواطني دول المجلس، ولما يمثله مشروع الربط الكهربائي من أهمية حيوية بالغة، فقد قرر أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم-، في الدورة الثامنة عشرة والتي عقدت بدولة الكويت بإنشاء المشروع، وبدأ التشغيل الفعلي في عام 2009م، والذي يربط شبكات الطاقة الكهربائية لدول المجلس، حيث بلغت تكلفة المشروع (1500) مليون دولار أمريكي، كما حقق المشروع منذ إنشائه وفورات اقتصادية تجاوزت (3) مليارات دولار، كما تمت مساندة ما يقرب (2700) حالة دعم من خلال تقديم الدعم اللحظي بنقل الطاقة المطلوبة عبر شبكة الربط الكهربائي بشكل مباشر.
 
وأكد معاليه أن مشروع الربط مع شبكة جنوب جمهورية العراق يعد من أهم المشاريع الإستراتيجية لدول مجلس التعاون، حيث سيدعم هذا المشروع التعاون القائم حالياً بين دول مجلس التعاون وجمهورية العراق، ويتيح لجمهورية العراق إيجاد بدائل مستدامة للطاقة الكهربائية، كما سيحقق فوائد اقتصادية للجانبين من خلال تصدير الطاقة الكهربائية من دول المجلس لجمهورية العراق، ويشمل المشروع إنشاء خطوط ربط مزدوجة بجهد (400) كيلو فولت وبطول (295) كيلو متر، من محطة الوفرة التابعة للهيئة بدولة الكويت إلى محطة الفاو بجمهورية العراق، وسوف تمد دول المجلس العراق بنحو (500) ميجاواط كمرحلة أولى ثم تصل إلى (1800) ميجاواط، كما تبلغ تكلفة المشروع ما يقارب (220) مليون دولار أمريكي، وتم توقيع عقد تنفيذ المشروع في شهر فبراير 2023م وتستغرق مدة التنفيذ سنتين. 
 
وذكر معالي الأمين العام خلال كلمته :"إن دول مجلس التعاون ومن خلال هذا المشروع، ترسل رسالة لجمهورية العراق الشقيق حكومةً وشعباً مفادها أننا منكم وإليكم وأننا نتطلع إلى أمن وازدهار العراق الشقيق، وأننا مهما طال الزمن أو قصر ومهما كانت الظروف والتحديات، فإننا أخوة أشقاء يربطنا إسلامنا وعروبتنا، نقدم لكم دائماً يد العون دون منة أو تكلف، ونأمل بإذن الله وتوفيقه أن نرى عراقنا الأبي رافداً ومصدراً لقوة عروبتنا كما عهدناه وعهدنا شعبه الوفي، فمن دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة قطر ودولة الكويت، نقدم لكم دعماً لا ينضب، ومشاعر أخوية صادقة، وقرباً لا يبلى ولا ينقطع.
 
وفي ختام كلمته قدم معاليه وافر الشكر والتقدير لأصحاب السمو والمعالي الوزراء المعنيين بشؤون الكهرباء بدول مجلس التعاون ومعالي المهندس زياد فاضل علي وزير الكهرباء في جمهورية العراق، ولهيئة الربط الكهربائي الخليجي ومنسوبيهم، على ما بذلوه من جهد وعمل دؤوب متواصل لتحقيق هذا المشروع، الذي أصبح واقعاً ثابتاً وملموساً.