الكاتب : النهار
التاريخ: ١٢:٥٤ م-١٨ أغسطس-٢٠٢٤       22825

بقلم:المستشار سعود عقل 

قبل الخوض في محتوى وتفاصيل مقالنا هذا لا بد أن نقوم بتعريف "الأمن السيبراني" فما يعني ذلك المصطلح الذي صار متداولا بشكل لافت بين الكثير من الناس. 

هو مجموعة من التدابير والممارسات التي تهدف إلى حماية الأنظمة والشبكات والبيانات الإلكترونية من التهديدات السيبرانية. يشمل  الأمن السيبراني  تنفيذ تقنيات وسياسات وإجراءات لضمان سلامة المعلومات الرقمية والحد من مخاطر الاختراق والاعتداءات الإلكترونية. 

وتشمل أهداف  الأمن السيبراني  حماية البيانات الحساسة، وضمان استمرارية العمليات الأساسية، ومكافحة الاختراقات والتهديدات الإلكترونية المحتملة.

وفي عالمنا الحديث الذي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا والإنترنت، أصبحت قضايا الخصوصية والأمان السيبراني تحديات متزايدة أمامنا في العصر الرقمي. حيث يواجه الأفراد والشركات والحكومات تهديدات مختلفة تتعلق بحماية بياناتهم الشخصية وسرية المعلومات. 

فلو أردنا تحليل أهمية قضايا الخصوصية والأمان السيبراني وتأثيرها على حياتنا اليومية في العصر الرقمي. لوجدنا أن هذه الأهمية تتمثل بقضايا الخصوصية في القدرة على حماية بياناتنا الشخصية من الوصول غير المصرح به، في عالم يعتمد بشكل كبير على تبادل البيانات عبر الإنترنت والهواتف الذكية، يصبح أمر حماية خصوصيتنا أمراً حيوياً. فالمعلومات الشخصية مثل البيانات المالية، الصور، الرسائل، والمعلومات الطبية تعبر عن هويتنا وتستحق الحماية. عندما تنتهك خصوصيتنا، يمكن أن تنعكس تلك الانتهاكات على حياتنا الشخصية والمهنية.

من ناحية أخرى، ترتبط قضايا الأمان السيبراني بحماية الأنظمة الرقمية من الهجمات الإلكترونية واختراق البيانات. 

وتزداد حالات اختراق البيانات والبرمجيات الخبيثة بشكل مستمر، مما يجعل الأمان السيبراني تحديا أكثر تعقيدا. فعلى الرغم من التقدم التكنولوجي، يجب علينا أن نكون حذرين ومستعدين للتصدي لتلك التهديدات الجديدة التي تطرأ على سلامة بياناتنا وأنظمتنا.

أما في عالم اليوم، فالتحديات التي تشهد قضايا الخصوصية والأمان السيبراني صارت كثيرة فعلى سبيل المثال، فقد تسببت وسائل التواصل الاجتماعي في تعريض بيانات المستخدمين للخطر، حيث يتم جمع البيانات الشخصية من دون إذن واستخدامها لأغراض تجارية أو غير مشروعة. 

كما تعاني الشركات من تهديدات الاختراقات السيبرانية التي قد تؤدي إلى سرقة معلومات حساسة أو تعريضها للخطر.

بالإضافة إلى ذلك، تتعرض الحكومات والمؤسسات الكبرى لتهديدات سيبرانية تهدد أمن الدولة واقتصادها. 

وتكشف الهجمات السيبرانية الأخيرة عن ضرورة تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات لمواجهة هذه التهديدات بفعالية. فالأمن السيبراني لم يعد مسألة داخلية تهم الدولة وحدها، بل أصبح تحديا دوليا يتطلب تعاونا عالميا للحفاظ على أمان الإنترنت وحماية البيانات.

لذا، من الضروري أن نتعامل مع قضايا الخصوصية والأمان السيبراني بجدية وتوعية. 

ويجب على الأفراد اتخاذ التدابير الوقائية الضرورية لحماية بياناتهم الشخصية، مثل استخدام كلمات مرور قوية، تحديث برامج الحماية، وتجنب فتح روابط أو ملفات غير معروفة. 

كما ينبغي على الشركات والمؤسسات تعزيز أنظمة الأمان السيبراني وتدريب موظفيها على التعرف على التهديدات وكيفية التصدي لها.

بالنظر إلى ما تواجهه المجتمعات اليوم من تحديات في مجال الخصوصية والأمان السيبراني وللحفاظ على مجتمع رقمي محمي وآمن نلخص ما ورد في المقال بالنقاط الآتية:

- يجب تعزيز وعي الأفراد بمخاطر  الأمن السيبراني  وكيفية حماية أنفسهم عبر حملات توعية وتثقيفية.

 - تحديث البرامج والأنظمة بانتظام.

 - الحماية من البرامج الضارة.

- تأمين الشبكات اللاسلكية: حماية شبكات الواي فاي المنزلية والمؤسسات بكلمات مرور وتشفير الاتصالات.

- تشفير البيانات الحساسة وتخزينها بشكل آمن لمنع الوصول إليها.

هكذا يمكننا أن نستمر في بيئة رقمية آمنة ومحمية للأفراد والمؤسسات.