الكاتب : مسفر هطيل
التاريخ: ١١:٤١ ص-١٠ مايو-٢٠٢٣       61655

 

قرية الأطاولة التراثية
صورة مشرقة من الماضي التليد للحاضر السعيد.


إعداد / مسفر هطيل.

'
……………..
في إطار اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ـ حفظهما الله ـ بالمواقع الأثرية والتراثية في مملكتنا الحبيبة، وبمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة برز جهد أهالي الأطاولة في الحفاظ على قريتهم التراثية القديمة التي لا زالت بيوتها وحصونها ومسجدها قائمة وشامخة ببنائها الحجري الراسخ.

''

وتقع قرية الأطاولة التراثية على بعد نحو 30 كيلو متر شمال مدينة الباحة في موقع مميز على تلة مطلة على الطريق العام الذي يُعدّ شريانا بالنسبة للمناطق الجنوبية حيث يربط بين مدينتي الطائف والباحة ويمتد إلى مدينة أبها.
ويعود تاريخ بناء هذه القرية العريقة إلى أكثر من 900 عام حسب الوثائق والشواهد القديمة، ويبلغ عدد مبانيها التراثية 29 مبنى، لا زالت تقف شامخة على الرغم من هذه السنين، وهي مبنية من صخور الجرانيت والبازلت المتوفرة في المنطقة وسقوفها من الخشب الذي يتم تغطيته بالطين.

'

ويتوسط القرية مسجد الأطاولة التاريخي الذي يعود بناؤه إلى بداية بناء القرية قبل أكثر من 900 عام، ويعد من أقدم المساجد في المنطقة والوحيد الذي كانت تقام فيه صلاة الجمعة، وتُقدر مساحته الإجمالية بنحو 300 م2 ، ويتسع لنحو 130 مصلي، ويلحق به صحن مكشوف، وخزان للمياه ودرج خارجي لسطح بيت الصلاة يصعد به المؤذن إلى السطح لرفع الأذان. 
كما كانت تقام فيه حلقات لتعليم القرآن الكريم والسنة النبوية وفيه الكتاتيب التي اهتمت وقتها بتعليم القراءة والكتابة.
 وقد تمت إعادة ترميم الجامع المقام بنفس طريقة مباني القرية من الأحجار المسقوفة بالخشب والطين، وتم تأهيله ضمن مشروع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتأهيل وترميم المساجد التاريخية في المملكة ويُعدّ الجامع الأكبر في المرحلة الأولى.

'

كما تتميز القرية المطلة على وادي قريش بوجود حصن دماس الحربي الذي يبلغ ارتفاعه 18 مترا بهدف حماية القرية وتخزين المؤنة آنذاك، وحصن ال عثمان الذي يبلغ ارتفاعه 14 مترا وكان مقرّا لمشيخة قبيلة قريش.
وهذان الحصنان كانا يشكلان الحماية والمراقبة للقرية ومزارعها وسوقها الذي كان في بدايته يعقد يوم الخميس من كل أسبوع، ثم تم تغيير موعده ليوم الأربعاء ويسمى (سوق ربوع قريش) وكان يشكل ملتقى لأهالي المنطقة وزوارها من المناطق المحيطة، يتبادلون خلاله المصالح والبيع والشراء وعقد الصلح وإعلان كل مايخص المجتمع المحلي، وتحكمه قوانين وأعراف متوارثة تسمى ( الشدّة ) كانت بمثابة مواثيق معلنة تحكم عمليات التجارة والمعاملات بين الناس في السوق.

 

ومن بين محتويات القرية الديوانية ،ومتحف الشملاني، ومدرسة الأطاولة القديمة التي تُعدّ من أقدم المدارس الإبتدائية على مستوى منطقة الباحة، وقد تأسست عام 1372 هـ .

وترتبط بيوت القرية وسوقها بطرق قديمة ( مساريب ) تم رصفها بالحجر وإنارتها من قبل بلدية القرى .

ويجسد أهالي الأطاولة نشاط الأباء والأجداد التراثي في المجال الزراعي من خلال الوادي الأخضر الذي تُعرض فيه طريقة استخراج الماء من البئر القديمة بواسطة السواني ونقلها بواسطة قنوات بدائية للمزرعه المجاورة، كما يتم تجسيد الزراعة والحرث والصرام والدياس بالسواني، وكذلك بناء البيوت القديمة أمام الزوار خلال فترة مهرجان الأطاولة التراثي الذي يقام بشكل سنوي.

'

وقد أصبحت قرية الأطاولة الأثرية مساراً سياحيّا معتمدا من قبل أمارة منطقة الباحة ووزارة السياحة لتوجيه ضيوف المنطقة للإطلاع على الموروث القديم، كما تقدم جمعية التنمية بالأطاولة برامج ثقافية واجتماعية وترفيهيه للزوار ومرتادي القرية.
………