














المحرر الثقافي محمد الحارثي
انطلقت فعاليات ملتقى الشعر الخليجي 2024 بمدينة الطائف بنسخته الثالثة عشرة، وذلك في مساء يوم الجمعة الخامس من شهر يوليو الجاري بفندق انتركونتيننتال. وذلك بعد أن اطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على مدى يومين. وهنا في الطائف واحة الأدب منذ القدم حين وقف قس إبن ساعدة الأيادي بسوق عكاظ على مقربة من هذا الفندق ووقف النابغة الذبياني محكم جودة الشعر يجتمع شعراء دول الخليج العربية في هذا الملتقى وكأنهم يحييون سالف تليد. فكانت ليلة الإفتتاح من الليالي الملاح كان كل شيئ مبهر من تنظيم مثالي من حسن الإستقبال وحسن الوفادة والمعرض المصاحب من إصدارات ثقافية ولوحات تشكيلية فنية وعرض للمعلقات بخط العربي الجميل. بدأت فقرات حفل الملتقى بالسلام الملكي السعودي، وبعد ذلك بدء الحفل الخطابي حيث ألقى كلمة الدولة المستضيفة والمنظمة المملكة العربيه السعودية الدكتور منصور بن محمد بن مريسي الحارثي مرحبَاً بضيوف الملتقى ببلادهم المملكة العربية السعودية بقوله اهلاً بكم في رحاب الشعر الذي يجمعنا في هذا اليوم المبارك. وأضاف بأن هذه الملتقيات هي لمد جسور التواصل بين شعراء دول الخليج العربي تجسيداً لإرادة قادتها حفظهم الله وكانت كلمة ضافية. بعدها ألقت الأستاذة عهود الهيف كلمة الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأثنت فيها على جهود وزارة الثقافة بالمملكة العربية السعودية ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة على إقامة ملتقى الشعر الخليجي لدعم العمل الثقافي المشترك بين دول مجلس التعاون. وأضافت بكلمتها بأن هذا الملتقى الشعري يعكس صورة لدعم قادة دول مجلس التعاون لمثل هذه الملتقيات الثقافية بعد ذلك بدءت فقرة طربية الغناء بالقصائد الفصحى. وكانت قصيدة " كم تذكرت سويعات الأصيل" للشاعرة سلطانة السديري ادتها المطربة أضوى شنان، وبعدها بدأت الأمسيات الشعرية لشعراء دول الخليج. واستهلت الأمسية الأولى شاعرة الإمارات نجاة الظاهري ومحمد المغربي من الكويت وجاسم الصحيح من السعودية وتوالت بعدها الأمسيات، والتي شارك فيها الشاعر القطري عبدالحميد اليوسف ومن سلطنة عمان الشاعرة الشيماء العلوي وتهاني الصبيح من السعودية. ومن البحرين فواز الشروقي وعبداللطيف يوسف من السعودية وتنوع الشعر في الأمسية مابين الشعر العامودي والتفعيلة والنثر. وفي الحقيقة جادة قرائح الشعراء بأشعار جميلة تنوعت فيها أغراض الشعر من مدح وغزل وروحاني نالت إعجاب الحضور للأمسية. وكان اليوم الثاني والأخير نثر فيه الشعراء من قوافيهم وكانت المناقشات الأدبية، أضفت قيمة أخرى على الملتقى، والتي أدارها بكل اقتدار الدكتور عادل الزهراني الأكاديمي بجامعة الملك عبدالعزيز بقسم اللغة العربية وآدابها فكان ماهرا في إدارة دفة الحوار في المناقشات بمقهى الفندق بإطلالته الأخاذه. وكان من أبرز الحضور في هذه النقاشات الدكتور سعد البازعي والدكتور سعيد السريحي والدكتور علي بن تميم والدكتور علي بن حسن العيدروس أستاذ الأدب والنقد من جامعة سيئون بحضرموت والدكتوره مريم حديدي استاذة النقد والأدب الحديث بجامعة الملك عبدالعزيز والبرفسور عبدالمجيد الطيب عمر أستاذ اللغويات. كما أقيمت ندوة فكرية بعنوان: "الصورة الشعرية في القصيدة الخليجية بين التقليد والحداثة" في الحقيقة كان التنظيم لفقرات الملتقى في غاية الدقة والجمال والروعة. وبعد انتهاء كل جولة من جولات الشعر يتخللها وقت للمشاركين من الشعراء، وكذلك للضيوف والحضور للذهاب لمقهى الفندق في الهواء الطلق في أجواء الطائف الرائعة. وذلك لكسر روتين نمطية الملتقيات في الحقيقة كانت ليلة من الليالي الجميلة في حضرة الشعر والشعراء وضيوف الملتقى والحضور.

