الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٣:٢٤ م-١٥ يونيو-٢٠٢٤       19415

المحرر الثقافي محمد الحارثي 

الشاعرة بلقيس الشميري، من شاعراتنا المتميزات في شعرها وفي مفرداتها اللغوية ومعانيها البلاغية فخصت هذه الصحيفة بهذه القصيدة المليئة بالروحانيات، التي تتوق لها القلوب بمناسبة هذه الأيام العظيمة لشهر الحج. 

وهي حين تطوف بنا بهذه المعاني الإيمانية في ملكوت الخالق جل جلاله ليستشعر المسلم بقلبه هذه اللحظات الوجدانية التي نعيشها في تأدية حجاج بيت الله نسكهم وتقول في هذه القصيدة التي رمزت لها بعنوان: أقلامنا،،         

 

أقلامُنا مِثلُ السّيوفِ قَوَاطِعٌ

في ذَلكَ البَحرِ المُحيطِ الجاري

 

إنْ كُنتَ لَم تَهنأ بِعَيْشِكَ هاهُنا

فاْنقل فؤادكَ موطِنَ الأسفارِ

 

فَهُناكَ حَيثُ الرُّوحُ تَعرِفُ كَنْهَها

تَسمو على النَّجماتِ والأقمارِ

 

وهُناكَ صَلَّى اللهُ في مَلَكوتِهِ

فَسَمَت جِباهٌ أوانسٍ و ضواري

 

يا آيَةَ التَّسبيحِ طُوفي بالمَدى

حجي ببابِ المصطفى المختارِ 

 

ولْتُشرقي شَمسَ الدرايَةِ إنَّنا

بَعـضٌ مِـنِ الآلاءِ والزُّوارِ

 

في غَيْهَبٍ نَسِيَ الأنامُ مواضِعاً

لِلسَّـالِكـينَ مَعارجَ الأنـوارِ

 

يـا ريحَ طَـهَ للأنـامِ أنامِـلٌ

تُذكي الأُلى في غَفوةِ السُمَّارِ

 

تِلكَ الأقاليمُ التي نادَمتُها

عاثَت بِكَوكَبِ لَهفَتي ومَداري

 

وغَدا الغَريبُ مُواطِناً في أضلُعي 

يَبتَزُّ من صمتِ الحروفِ جِهاري

 

ويَصيحُ من جرحِ الزمانِ بِلَوعَةٍ

فيَذوبُ ذَنبُ الفارسِ المُغوارِ

 

خَيطٌ من النِّسيانِ أَجَّجَ خافقي

في رَوضَةِ الشعراءِ والأشعارِ

 

كَلٌّ ومُبتَدأُ الوجودِ حِكايَةٌ

لا تَرتَضي كَلًّا مع الأسفـارِ

 

فَتِجارَةُ القَلبِ الجريحِ منارةٌ

تِلْكَ التِّجارَةُ صُغتُها لِلسَّـاري

 

فأذَنْ لِقلبي بالرَّحيلِ ولا تَغِبْ

كم غابَ في جوفِ الزمانِ نَهاري

 

نَعشٌ على كَتِفِ الزمانِ أُفُولُهُ

وِرْدٌ مِـنَ القُــرآنِ للأطهــارِ