


























شدا- الباحة /النهار
تسابق أبناء جبل شدا الأسفل خلال الأمسية الثقافية التي أقامها نادي الباحة متجولاً بين الكهوف والنزل المعلقة
لعرض منتجاتهم الجمالية والثقافية صانعين منها مادة دسمة سلبت ألباب الحضور
الأمسية أعادت للواجهة مفاهيم هوية المكان حين قدم معلم البناء محمد خميس نموذجاً محاكياً للبناء بصخور الجرانيت
فوقف أمام الحوائط التي بناها بنفسه معدداً الأدوات المستخدمة ومعرجا على مفردات الحرفة من الأزميل والفأس والقاروص ونحوها
كما استعرض مسميات فريق العمل ( معلم -ملقف -وحمال ودور كل فرد فيهم
وصولاً إلى ثقافة العمل في هذه الحرفة ومتطلباتها
فيما استعرض صاحب منتجع كهف الكيف نماذج متنوعة من إنتاج حدائق البن التي يملكها متوقفاً عند رحلة الإنتاج من البذرة إلى التسويق
وشكلت الجولة الثقافية لضيوف النادي وحضور الأمسية على المنتجعات والكهوف رحلة معرفية وثقافية وحملت خطاباً معاصراً حيث تعرفوا على منتجات جمالية أبرزت براعة أهالي الجبل في تطويع الكهوف وتحويلها مزارات سياحية آسرة مثلت وجهة سياحياً ونمطا يجسد سياحة الجبال وسياحة الجبل
واستعرض ناصر الشدوي طرفاً من تاريخ الجبل ومكانته وجغرافيته وتاريخه الجيولوجي. ورحلته الشخصية مع تحويل الكهف الذي يملكه إلى طراز معماري
يستثمره اقتصاديا. مؤكداً أن الفكرة نجحت رغم غرابتها في استقطاب الزوار من محتلف بلدان العالم الأمر الذي جعل جبل شدا وجهة سياحية تحظى بإقبال شديد
وتحول الحديث من قبل مدير الأمسية علي بن جمعان عبدالخبير إلى الراوية حسين الغامدي الذي أسر الحضور بمنطقه ومفردته وأهازيجه التي تمحورت حول ثقافة الزراعة وطقوس الزواج
والطقوس الدينية عند طلب المطر والأهازيج التي يرددها الناس عقب صلاة الاستسقاء في طريقة عودتهم للمزارع والبيوت
كما تخلل المساء الثقافي حديثاً للعم سعيد الغامدي عن كفاح إنسان شدا وعمله كمعلم بناء وجولاته في عدد من المناطق
ثم أرتجل الراوي حسين الغامدي عدداً من الأهازيج أدى على إيقاعها حضور الأمسية العرضة الشعبية أثناء تجولهم بين الكهوف والمنتجعات كما شهدت الأمسية تجربة تناول الشاي الأزرق الذي تنتجه مزارع قرية فؤاده والـ ساحة وتحويله بعد صب قطرات الليمون عليه من اللون الأزرق إلى اللون الوردي وهو ما أثار دهشة الحضور
ولم يفت أهالي الجبل تقديم تجارب أداء ومحاكاة عن طريقة تحميص البن وإعداد القهوة الشدوية بمذاقها المحلي وهو التقليد الذي يشكل تجربة مختلفة لدى الزوار من خارج المملكة
وكان على الصمبولي ضيوف النادي في قبته الصخرية بزي تقليدي وبعبارات التراحيب المحلية مجسداً سلوك إنسان الجبل في استقبال الضيوف
الرحلة المعرفية المختلفة التي صنعها النادي الأدبي لضيوفه كان قد تخللها وقوف على نقوش ثمودية قديمة جداً في سقف أحد الكهوف
الأمر الذي جعلها محور حديث ومثاقفة عن عمر الجبل ومدلولات تلك الآثار
داعياً للحفاظ عليها وإجراء المزيد من البحوث حولها
قد بدأت بزيارة منتجع الغروب لصاحبه محمد صالح حمود تجول خلالها الزوار في المنتجع وغرفه الفندقية وطريقة بناءه اللافتة فيما شكلت كهوف ومنتجعات ال ساحة دهشة آسرة وانطباعاً مذهلاً لدى الزوار وهم يشاهدون كهوفاً معلقة فوق قمم الصخور وهو ماحدا الدكتور معجب الزهراني للقول :
لدى العرب 10 معلقات شعرية واليوم شاهدنا المعلقة رقم 11
وأكد كل من القاص جمعان الكرت و الشاعر محسن السهيمي والأكاديمي صالح دخيخ والأديب محمد العبدلي أن الأمسية خرجت بالنادي إلى فضاء الحياة العامة وسجلت أسبقية للنادي مؤكدين قدرة هذه النشاطات على التعريف بثقافة المكان وترسيخ هويته
فيما قال ناصر العمري- وهو صانع محتوى ثقافي-
أن نادي الباحة يواصل ريادته في اجتراح الفعاليات المرتبطة بثقافة المنطقة مشيرا إلى جهود النادي في تبني فكرة مسرح الكهف
وتقديمه كتجربة فريدة خلال أزمة كورونا
وأضاف : مايلفت في هذه الأمسية أنها تمثل تجسيداً لرؤيتنا الطموحة وعمق الوطن الحضاري وحرصه على إبراز جماليات وثقافة المكان
مشيدا. بفكرة الالتفات إلى تبني خطابات معرفية من هذا النوع تعنى بثقافة العمل وقيم الجمال لافتاً إلى أن النادي برع في تصعيد الثقافة المحلية التي يكون فرسانها
من أرباب الحرف الذين يجسدون معنى العظمة والبساطة والعمق المعرفي
وثمن رئيس النادي الأدبي بالباحة للحضور حرصهم
ولأهالي شدا الأسفل مساهمتهم في إنجاح أطول أمسية عرفها النادي طوال تاريخه والتي استمرّت زهاء 5ساعات وتنقلت بين 5 قرى
وأحياها 6 مشاركين من مشارب واهتمامات متنوعة
معبرا. عن سعادته وبهجته في قدرة النادي على تدوير نشاطاته بمثل هذه الأسبقية التي تبرز المجتمع الحيوي وتعزز جهوده في صناعة انطلاقة تنموية تعززها جهود النادي في استنطاق ثقافاتها المكانية وتمرير خطاباتها المختلفة
كأحد أهم مستهدفات المرحلة الحالية

